بعدما انقشع غبار معركة المحليات يتطلع المواطن الجزائري، الى ما ستتمخض عنه معركة المجالس المحلية، والى تعاطي " الأميار " الجدد مع انشغالاتهم اليومية، وهمومهم المتراكمة منذ سنوات، ولو أن الآمال ليس بالعريضة مقارنة بتجارب المجالس السابقة، خاصة وأن مجرد زخة مطر على بلادنا صارت تكلفنا الضحايا والخسائر، وأما التفكير في تطوير مدننا وأريافنا فهي في حكم المستحيل، ما دامت ذهنية متحجرة لا زالت تقرر مصير الساكنة. وأرصفتنا هي احدى الشواهد على " تخلف " مدننا التي صارت تجمعات سكانية تحاصرها أحزمة الصفيح، وأما دواخلها فهي ظاهرة مقرفة ومقززة، والسؤال المحير لماذا عجزنا عن انجاز أرصفة نظيفة بمقاييس محترمة؟، والزائر لأي مدينة من مدن الجزائر يلاحظ أزمة الأرصفة التي نعاني منها، فهي في الغالب مغشوشة، وان كانت غير ذلك فهي من نوعية رديئة سرعان ما تتآكل، ولا تستغرب اذا شاهدت أحيانا الآدميون " ينطون كالقردة " لأن الرصيف حتم عليهم ذلك، فهو اما مستنقع لمياه الأمطار واما أديم مدبب، واما بلاط " يبصق " عليك، وعليه لا يجب أن يفكر الجزائريين في شكل ومظهر أحذيتهم وسراوليهم. الأدهى من كل ذلك أنه ورغم أننا أمة تعرف بتقديس دينها لحق الطريق واماطة الأذى، الا أن أرصفتنا تعاني ونحن نعاني معها الأمرين، فهي ان لم تكن " محتلة " من طرف الخارجين عن قانون البيع والشراء، معرضة في أي لحظة للحفر واعادة الحفر من طرف مصالح " البريكولاج "، وان سلمت من هذا وذاك فلن تسلم من الغش وعدم الاتقان والنوعية الرديئة.. وبعد هذا أليس من حقنا أن نطالب بوزارة للأرصفة تهتم بها كمقدمة للإهتمام بهذا الشعب وبهذه " الدواوير "..!؟