من مظاهر البؤس والفوضى والتخلف التي تعانيها العاصمة منذ سنوات، ظاهرة حراسة المواقف، أو بالأحرى ظاهرة تملّك الأرصفة من قبل شباب، فقد صارت الظاهرة مزعجة، وتعطي صورة سلبية ليس للمدينة وللمجتمع الجزائري فحسب، بل عن غياب الدولة التي صارت تغض البصر عن تملّك هؤلاء لطرقات المدن الجزائرية وأرصفتها وكل مكان خال، وإجبار السائقين على دفع غرامات توقف ''حددت'' هذه السنة بخمسين دينار على الأقل، بل أصبح هؤلاء الشباب يطالبون أصحاب السيارات المتوقفة ولو لبضع دقائق، وحتى في حال عدم مغادرتهم لسياراتهم، دفع الضريبة ''بارك يا خو خمسة آلاف''· المدهش أن هذه الممارسات تحدث أمام عيون رجال الأمن الذين لا يحركون ساكنا، والمواطن مجبر أمامهم على دفع - المكس - خوفا على سياراته في المستقبل أو ربما أيضا على حياته· قد تكون مصالح الأمن والدولة وجدت في الظاهرة حلا مؤقتا لمشكل البطالة، فغضت الطرف لأن هذا يحميها من غضب هؤلاء وينسيهم، ولو لفترة، مطالبة الدولة بإيجاد حلول حقيقية لهم، أو ربما أيضا حماية لهم من التحاقهم بالجماعات الإرهابية، وعصابات السرقة التي تسطو دوريا على ممتلكات المواطنين··· لكن المؤقت أصبح قاعدة متجذرة، والظاهرة صارت مقرفة ومستفزة وتوحي للمواطنين الذين يجدون أنفسهم يوميا عرضة