التحقت الحركة الوطنية لتحرير الأزواد بركب المطبلين للحرب في شمال مالي، وأعلنت استعدادها لتقديم الدعم للعملية العسكرية، التي تقودها الآلة الحربية الفرنسية ضد السكان المدنيين في شمال مالي. ونقلت وكالة فرانس برس عن اغ اساريد قوله: "ندعم بقوة التدخل الجوي الفرنسي... وبالتأكيد، نحن مستعدون لمساعدة الجيش الفرنسي" و"التحرك على الأرض"، في موقف يأتي بعد أن كشفت السلطات الفرنسية عن دور للجزائر في العملية العسكرية، تمثل في الترخيص لها بالمرور عبر أجوائها. وذكرت الوكالة أنها اتصلت بالقيادي الأزوادي في تينزاواتان في اقصى شمال مالي (بالقرب من التراب الوطني)، حيث عقدت الحركة الوطنية لتحرير أزواد مؤتمرا في الأيام الأخيرة، مشيرة إلى أن المسؤول إياه أكد أن أبناء الحركة "سينخرطون في عمليات مكافحة الإرهاب" بمنطقة شمال مالي، الواقعة تحت سيطرة المتمردين منذ مارس الماضي، طالما أن الجيش المالي لن يتدخل فيها. من جهة أخرى، ذكر بلال أغ الشريف الأمين العام ل"الحركة الوطنية لتحرير أزواد" في بيان نشر على الموقع الالكتروني للحركة أنذاك أن الأخيرة "تحذر المجتمع الدولي من أن التدخل العسكري الخارجي ضد الجماعات الإرهابية لا ينبغي أن يسمح للجيش المالي بعبور الخط الفاصل بين أزاود ومالي". وأفاد الشريف، رئيس المجلس الانتقالي لأزواد، إلى أن تدخل جيش مالي ينبغي أن يكون مسبوقا باتفاق سياسي مع الجماعات المتمردة، وهو ما يعني أن المساهمة تبقى مشروطة بعدم تدخل الجيش المالي في المناطق الشمالية، التي تعد تحت سيطرة الحكومة المركزية في باماكو. وذكر البيان " الحركة الوطنية لتحرير أزواد دائما ما احترمت تعهداتها، وخاصة وقف القتال مع الجيش المالي، وإنها لا تزال مستعدة للمفاوضات"، وهو تصريح يهدف إلى طرح الحركة كشريك مفاوض في المرحلة المقبلة، بعد أن تضع الحرب أوزارها. وتأمل حركة تحرير الأزواد في أن تنتهي الحرب الفرنسية على الجماعات المسلحة في شمال مالي، بتدمير البنى التحية لهذه الجماعات، حتى تخلو لها الأجواء فيما بعد، سيما بعد أن تعرضت الحركة، لضربات قاسية من قبل "الإسلاميين" وتسببت في تشتيتهم وفرار قادة هذا التنظيم نحو الجارة الغربية، بوركينافاسو. وكانت الضربات العسكرية لسلاح الجو الفرنسي قد أجبرت "أنصار الدين"، التي استولت على شمال مالي في جوان الماضي، على التراجع والانسحاب من مدينة كونا، التي كانت قد اقتنصتها من القوات النظامية، ما يعني أن ما يمكن قراءته من بيان حركة الأزواد، هو وجود دعوة مبطنة لفرنسا كي توسع عملياتها لأقصى الشمال، والضبط في المدن الكبرى مثل غاو وكيدال وتمبوكتو، التي تعتبر بمثابة القاعدة الخلفية للجماعات المسلحة.