يخطو الطب في ألمانيا في مجال معالجة أمراض السرطان خطوات كبيرة ما يعني التخفيف كثيرا من آلام الناس. وقبل فترة وجيزة تمكن الأطباء في مستشفى جامعة توبينغن من صنع لقاح بدل من العقاقير من أجل مكافحة مرض سرطان الدم أو الشفاء منه، ويعتمد في صنعه على خلايا مقاومة تأخذ من الجسم نفسه تحقن بها المريض تحت الجلد، فيتعرف على الخلايا العدوة وينشط لمقاومتها. ولقد نبهت تجربة اللقاح هذه أطباء في مركز البحوث السرطانية في مدينة هايدلبرغ لاعتماده ضد أمراض سرطان عنق الرحم وهو أكثر الأنواع الذي يصيب النساء . وكما يشرح البروفسور فلتر غيسمان أحد المشاركين في صنع اللقاح أن خلف مرض سرطان عنق الرحم يختبأ التهاب فيروسي بإمكان اللقاح بناء حماية منه، وهذه الحماية بحد ذاتها، إنجاز عظيم جدا أعطى فعاليته على أفضل وجه حتى الآن عند الاصابة بورم خبيث ناتج عن فيروسات أو بكتيريا، هنا قدم لنا مسبب المرض نقطة انطلاق من اجل تطوير لقاح. ولم يكتف البروفسور غيسمان بما توصل إليه، فبالتعاون مع الباحثين في مركز البحوث السرطانية في هايدلبرغ عمل عبر بحوث مضنية وبشكل مركز على تحريك قوى أكثر مقاومة في الجسم ضد السرطان لتكون فاعلية اللقاح أفضل على سرطان عنق الرحم وتتم تجربته حاليا، ووظيفته تعطيل كل المتغيرات الخطيرة لفيروس (Human-papillom -virus (HP-virus الذي يسبب هذا النوع من السرطان . وحسب قوله فان اول النتائج الى الآن كانت إيجابية جدا ودلت على ان اللقاح شكل حماية فعلية لعنق الرحم، لذا يعتقد بانه سيكون قريبا في متناول الجميع. ومهمة هذا اللقاح تحفيز نظام المناعة كي يبني عناصر دفاعية خاصة تحيّيد مسبب السرطان وتعيق بذلك وصول فيروس HP المتغير إلى خلايا الغشاء المخاطي لعنق الرحم. ومن المحتمل ان يستفيد من هذه اللقاح الواقي أيضا الشبان من الجنسين، لان فيروس اتش بي ينتقل عبر ممارسة الجنس فيسبب التهابات قد تؤدي إلى سرطان في قضيب الذكر . مع ذلك يقول البروفسور غيسمان، قد لا يشفي اللقاح الذي تمكنا من اكتشافه تماما عنق الرحم من السرطان ، لكنه يوفر فرصا أفضل للمريضة للشفاء منه ، خاصة في مراحله الأولى أو منع عودته مرة أخرى، فنظام المناعة بعد تلقي اللقاح يصبح لديها أكثر قوة لمواجهة الخلايا السرطانية، كما وان تجربة هذا اللقاح سجلت نجاحا ملحوظا أيضا على مرضى سرطان الكلى والجلد .