أكدت رئيسة وحدة التخطيط العائلي بالمستشفى الجامعي مصطفى-باشا الأستاذة زهراء سعدي أمس، أن ما تقوم به وحدات حماية الأمومة والطفولة والمصالح التي تتكفل بالكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم عبر الوطن ''غير كاف''. وقالت الأستاذة سعدي مختصة في طب النساء والتوليد عشية الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة السرطان الذي يصادف الرابع فيفري من كل سنة أن ''وحدات حماية الأمومة والطفولة والمصالح التي تتكفل بالكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم تكتفي في الوقت الحالي بالتشخيص المبكر عن هذا المرض لدى النساء اللواتي يطالبن بذلك أو اللواتي يتم توجيههن لهذا الغرض من طرف أطباء آخرين''. واعتبرت المختصة المجهودات المبذولة من طرف الدولة حتى الآن في مجال تكوين القابلات حول التشخيص المبكر لسرطان عنق الرحم ومختصين حول الفحوصات المجهرية (كولبوسكوبي) غير كافية لتوسيع التشخيص والوقاية من هذا النوع من السرطان الذي يصل إلى 13 صنفا أكثرها خطورة النوع 16 و.18 وللتخفيض من نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم والوقاية منه دعت المختصة إلى اعتماد وسيلتين الأولى تتمثل في التلقيح الذي يؤدي إلى الحماية من هذا الفيروس بنسبة أكثر من 75 بالمائة والوسيلة الثانية هي الوقاية الثانوية وتتمثل في البحث عن الجروح التي تصيب عنق الرحم والتكفل بعلاجها. وأضافت في نفس السياق مذكرة ببعض الدول (أمريكا وأوروبا وكندا) التي أدرجت اللقاح ضمن رزنامة اللقاحات وتم تلقيح البنات في سن التمدرس كانت نتائج هذا اللقاح مرضية جدا وذات فعالية ايجابية مؤكدة بأن ''سرطان عنق الرحم من بين أنواع السرطان التي يمكن تفاديها والوقاية منها''. وتستقبل وحدة مصطفى-باشا للتخطيط العائلي والكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم -حسب المتحدثة -أكثر من 60 امرأة في الأسبوع يبلغ سنهن 25 سنة وما فوق وعند اكتشاف الداء توصف الأدوية المعالجة للمصابات مع ضمان متابعتهن. وفيما يتعلق بالشفاء من الاصابة بسرطان عنق الرحم، أكدت الاستاذة سعدي أن 80 بالمائة من الحالات تشفى عفويا أو عن طريق العلاج إذا تم اكتشافها مبكرا. وفي حالة عدم الشفاء من الجروح التي تصيب عنق الرحم وتتسبب في الأورام السرطانية، أشارت المتحدثة، ان هذه الأخيرة تظهر على المدى الطويل أي سيكون الوقت كافيا لعلاجها والشفاء منها نهائيا. ولدى تطرقها إلى المشاكل الزوجية نتيجة اكتشاف إصابة الزوجة بالمرض وتبادل التهم بين الزوجين، دعت المختصة إلى إبعاد التهم بين هؤلاء وإبعاد الشكوك عن المرأة مؤكدة أن ''هذا النوع من السرطان الذي ينتقل عن طريق الجنس وتتسبب فيه عوامل أخرى ينتشر بكثرة عبر العالم ولاتقتصر الاصابة به على الجزائر''. للإشارة تصل نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم الذي يعرف باللاتينية ب (Human Papilloma Virus) الذي يتسبب فيه الفيروس 16 و18 إلى 9 حالات لكل 100 ألف ساكن أي 1600 حالة سنويا كما تتوفى 4 حالات يوميا حسب معطيات المعهد الوطني للصحة العمومية.