اجتمعت كل معاني الفقر ، التهميش و العزلة لتصنع معاناة حقيقية يتجرع مرارتها العديد من العائلات القاطنة بكل من الاحواش التابعة لبلديات الواقعة شرق ولاية البليدة ، حيث تفتقر هده الأحياء لأدنى شروط الحياة الكريمة بعد خمسون سنة من الاستقلال بدا من غياب أساسيات الحياة ، من المياه الصالحة للشرب و اهتراء الطرقات التي تسبب مشاكل كبيرة في هذا الفصل وخاصة اذا تساقطت الأمطار و الانتشار الكبير للقمامة في كل أرجاء هاته الاحواش ناهيك عن غياب الإنارة العمومية بالإضافة إلى غياب النقل المدرسي الذي بسببه حرمت مجموعة كبيرة من البنات من مزاولة الدراسة خوفا من الاختطاف و الاعتداء عليهن ، زد على ذلك غياب الغاز الطبيعي و ما نتج عنه من معاناة يومية هذا دون ذكر حال الغرف داخل هده البيوت التي لا تصلح حتى للحيوانات نتيجة كثافة الرطوبة التي تختزنها تلك الجدران و التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية حيث أبدى السكان تدمرهم و سخطهم الشديدين جراء الوضعية الكارثية و المشاكل اليومية التي يتكبد مرارتها كل الفئات العمرية من السكان أين من المفروض أن يعشوا وضعية تليق بواطن جزائري بعد نصف قرن من الاستقلال حيث عبر لنا العديد من أهالي عن الوضعية الصعبة التي أصبحت لا تطاق في ظل غياب هاته المرافق الضرورية التي من شانها أن ترفع الغبن عنهم هدا و أبدى السكان امتعاضهم على المسؤولين المحليين على اختلاف درجاتهم نتيجة الوعود الكاذبة التي يتلقونها في كل مناسبة انتخابية حيث يتسارعون لاستمالة أصوات الناخبين من البسطاء لتقديم وعود و إلى أن هده الوعود لم يتجسد عشرها على ارض الواقع وخلال المعاينة الميدانية التي قادتنا إلى هاته الاحواش لمسنا الغياب الشبه كلي لشروط الحياة الكريمة التي يبني عليها المواطن حياته اليومية يعاني سكان الاحواش شمال البليدة، ظروفا معيشية أقل ما يقال عنها إنها مزرية، ازدادت مرارة وسوءا بفعل الوعود الكاذبة التي تلقوها من طرف المجالس المحلية المنتخبة المتعاقبة والتي لم تف بالتزاماتها تجاههم، حيث أوضحوا أنهم يكتوون بنار المعاناة منذ ما يزيد عن العقدين من الزمن دون أن تجد انشغالاتهم صدى لدى المسؤولين، الأمر الذي صنفوه في خانة الإهمال واللامبالاة. وقال سكان إن الوقت قد حان للاستجابة إليهم وإخراجهم من دائرة الحرمان والمعاناة، مشيرين إلى أن وضعية المزرية التي يقطنونها باتت تنتقل من سيئ إلى أسوأ وسط تعقد تنقلاتهم نتيجة انعدام وسائل النقل من حافلات وسيارات من شأنها أن تقلهم نحو وجهاتهم التي يرغبون فيها سواء للعمل أو الدراسة أو العلاج، حيث أكد قاطنو الحي أن معاناتهم تزداد بالأخص خلال فصل الشتاء وأثناء تساقط الأمطار، إذ يصعب عليهم التنقل في ظل غياب وسائل النقل، الوضع الذي يسبب لديهم الكثير من المشاكل والأزمات التي تنعكس بصفة سلبية على أوضاعهم. كما طالب السكان بضرورة تزويدهم بأبسط ضروريات الحياة، ملخصين مطالبهم في توفير وسائل للنقل وتوصيل مساكنهم بالغاز الطبيعي وتوفير المياه الشروب من أجل إخراجهم من العزلة التي يتخبطون فيها، فعدم ربط مساكنهم بمادة الغاز الطبيعي يسبب لهم الكثير من المعاناة نظرا لاضطرارهم للبحث عن أسطوانات غاز البوتان التي تشهد ندرة غير مسبوقة في فصل الشتاء وارتفاعا في أسعارها، حيث إن غياب هذه المادة عن منازلهم يجعلهم يعانون الأمرين، مستغربين سبب حرمانهم من هذه المادة الحيوية. كما عرج المشتكون على ضرورة ربط مساكنهم بشبكة المياه الشروب وإنهاء معاناتهم مع المبالغ المالية الباهظة التي يخصصونها لاقتناء صهاريج المياه لسد حاجياتهم، في الوقت الذي تستغل فيه أطراف أخرى الأزمة لرفع ثمن الصهريج الواحد. وعليه يناشد السكان السلطات التدخل السريع والتكفل بانشغالاتهم التي يعانون منها منذ سنوات ، قصد تحسين إطارهم المعيشي المزري هدا و اشتكى التلاميذ و أوليائهم من غياب النقل المدرسي حيث يضطرون لمشي مسافات طويلة للانتقال إلى مدارسهم و التي تبعد بأكثر من كيلومترين عن مقر سكناهم في الوقت ذاته استغرب فئة الأطفال المتمدرسين عن سر عدم توفير وسائل النقل على غرار النقل المدرسي أو حافلات متخصصة لنقلهم إلى مؤسساتهم التربوية كما هو موفر في البلديات المجاورة مثل بوقرة و مفتاح مما افقدهم التركيز في دروسهم جراء التعب من المسافات الطويلة التي يقطعونها يوميا للالتحاق بمدارسهم في حالة يرثى لها خاصة أثناء تساقط الأمطار مما تتضاعف المعاناة. البليدة : سمية بوالباني