لا تزال العائلات القاطنة بحي البدر القصديري، المتواجد بإقليم بلدية المقرية، جنوب العاصمة في مد وجزر مع معاناتهم اليومية في ظل غياب أدنى مقومات الحياة الكريمة، لا سيما أمام المخاطر التي يواجهونها والتي زادت الوضع تعقيدا. وقد عبّر العديد من السكان خلال تصريحاتهم ل " الجزائرالجديدة" عن مخاوفهم إن لم تشملهم عمليات الترحيل التي تقوم بها ولاية العاصمة والتي أقرّها رئيس الجمهورية، خاصة وأنهم لم يتلقوا أي قرار بهذا الخصوص. وقد أكد أحمد أحد قاطني الحي أن معاناتهم هي نفسها معاناة حي ديار الشمس، خاصة فيما يتعلق بسكناتهم التي أكل عليها الدهر وشرب، والتي أصبحت آيلة للانهيار في أية لحظة وذلك بعد أن تآكلت أسقفها والتي تفاعلت مع مختلف العوامل الطبيعية، ناهيك عن التشققات المنتشرة بالجدران وحتى بالأرضية، الأمر الذي يضطرهم القيام بعمليات ترقيعية التي لا تدوم طويلا وذلك بالنظر لحجم التدهور الذي آلت إليه تلك السكنات. وما زاد الوضع خطورة هي المخاطر التي يواجهونها أمام وادي أوشايح، خاصة أن الحي يقع على ضفافه، والذي أصبح بمثابة معضلة تترجم صورتها على صحة هؤلاء، وذلك أمام انتشار مختلف الأمراض والأوبئة، ناهيك عن مشكل الفيضان والذي غالبا ما يحدث عند تساقط الأمطار أين يرتفع منسوب الماء ليحمل بعدها ويتسبب لهم في الكثير من الخسائر المادية وحتى البشرية أحيانا. هذا إلى جانب افتقار الحي لمختلف المرافق الضرورية على غرار الغاز الذي يقتنونه من مركز البلدية باعتبار أن الحي يفتقر إلى محلات توزّع قارورات غاز البوتان، ويضاف إلى ذلك غياب قنوات الصرف الصحي مشيرا إلى أنهم قاموا بإنجاز قنوات خاصة بصرف المياه القذرة لكن بطرق عشوائية تفتقد لأدنى مقاييس المعمول بها، وجعلوا مصبه بالوادي الذي أصبح وباءا يهدد صحتهم، فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة منها. ويضاف لهذا المشكل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، بسبب التركيب العشوائي للأعمدة والكوابل الكهربائية المأخوذة من الأعمدة المتواجدة بالطريق العام، هذا ما ينذر بحدوث كارثة حقيقية بسبب الشرارات التي تحدث من حين لآخر. كما تسبب مشكل غياب الإنارة العمومية في حدوث الكثير من الاعتداءات التي أصبح يتعرض لها السكان وبشكل يومي من طرف بعض المنحرفين. هذه الظروف جعلتهم وفي العديد من المرات يناشدون المسؤولين المحليين وحتى الولائيين من أجل ترحيلهم إلى سكنات تليق بالجنس البشري ولكن دون جدوى. كما جدّدت العائلات في الأخير وفي ظل الوضع المتردي الذي تواجهه على مستوى الحي، مطلبهم بتدخل السلطات الولائية للالتفات إلى انشغالاتهم مع التعجيل في قرارات الترحيل الذي يبقى أملهم الوحيد.