تواجه أكثر من 3500 عائلة مقيمة بالحي القصديري 11 ديسمبر المتواجد على مستوى بلدية عين البنيان، مخاطر متعددة حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق، بالإضافة إلى تلك الظروف المعيشية التي تنعدم فيها أهم شروط الحياة الكريمة، والتي يتخبطون فيها منذ أكثر من 50 سنة من تواجدهم بتلك المواقع القصديرية والتي تزداد في تنامي يوما بعد يوم في ظل غياب السلطات المحلية التي من شأنها القضاء على مثل هذه الظواهر، خاصة في بلدية تشهد كثافة سكانية معتبرة، وذلك من خلال منحهم سكنات لائقة، من جهتهم السكان نقلوا إلينا معاناتهم اليومية التي يتكبدونها رغم المناشدات التي رفعوها إلى المسؤولين والوعود التي يتلقونها مع كل حملة انتخابية، وتبدأ معاناة هؤلاء من بيوت أصبحت لا تليق بالجنس البشري خاصة وقد مر عليها عقد من الزمن، فقد شيدت في العهد الكولونيالي على حد تعبير الكثير ممن التقت بهم "الجزائرالجديدة"، حيث أن تلك السكنات أصبحت آيلة للسقوط في أية لحظة، الأمر الذي زاد في مخاوفهم خاصة بوجود أطفال صغار، وكذلك كبار السن، والذين لا يستطيعون التحرك مع أي طارئ يحدق بالحي، ناهيك عن مشكل الرطوبة الذي يعانون منه صيفا وشتاءا، مما أدى إلى انتشار مختلف الأمراض في وسط السكان خاصة الربو والأمراض الجلدية التي أصبحت تميز أبناء المنطقة، مشكل آخر زاد من معاناة السكان متعلق بالماء الصالح للشرب والذي يعتبر عنصرا ضروريا للحياة، رغم هذا فهو غير متوفر في الحي مما يلزمهم اللجوء إلى الأحياء المجاروة والأماكن العمومية التي غالبا ما تكون ملوثة وغير صحية، هذه المياه تجعلهم عرضة لأمراض مختلفة متنقلة عبر المياه. ناعيك عن مشكل الغاز الذي أصبح يؤرقهم وزاد من حجم معاناتهم خاصة عند شراءه والذي كثيرا ما يتم بصعوبة لأن موقع الحي بعيد عن مراكز توزيع قارورات غاز البوتان، كما أنها تعرف تذبذبا في التوزيع بسبب الطلب المتزايد عليها، في فصل الشتاءا وذلك لبرودة الطقس، ضف إلى ذلك أسعارها الباهضة والتي غالبا ما يجدون صعوبة في تسديد أثمانها، خاصة وأن معظم العائلات القاطنة بالحي تعتبر من العائلات المنكوبة ومنعدمة الدخل، مشاكل الحي لا تنتهي عند هذا الحد بل تتعدى لتشمل بذلك مشكل الطرق، باعتبار أن الحي لا يحتوي على طريق رئيسي بل معظمها أزقة ضيقة مهترءة تصعب حركة السير من خلالها، خاصة لدى كبار السن الذي أصبحو يعتكفون في بيوتهم نظرا للأخطار التي أصبحت تهددهم، على مستوى تلك الأزقة، وفي هذا السياق طالب السكان تدخل مديرية الأشغال العمومية والنظر بشكل جدي خاصة والحي يتقاطع مع أحياء أخرى من خلال إنشاء طرق معبدة تحميهم من الأخطار التي يواجهونها. ضف إلى ذلك مشكل صرف المياه القذرة والتي أصبحت تطفو على السطح وحسب السكان يزداد الوضع خطورة مع تساقط الأمطار، وذلك لانسداد البالوعات التي قاموا بإنجازها وبطرق عشوائية، مما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة وذلك بسبب انتشار الفضلات خارج تلك القنوات، بالإضافة إلى مياه المنتشرة على مستوى الحي، فرغم الوضع الذي ينبأ بوقوع كارثة بيئية، إلا أن السلطات المحلية لم تتخذ أي إجراء للحد من هذه الوضعية. ضف إلى ذلك مشكل الإنارة العمومية التي باتت عائقا يواجه السكان يوميا نظرا لما أ صبحوا يتعرضون له ، وما ساعد في انتشار هذه الآفاتهو مشكل البطالة الذي يعاني منه معظم شباب الحي وحتى أرباب العائلات. وحسبما أكدته تلك العائلات فإنه على الرغم من الشكاوي التي وجهت إلى المسؤولين باختلاف دراجتهم، إلا أن مطالبهم لم تجد آذانا صاغية بالرغم من معاناة دامت أكثر من عقد من الزمن. وأمام هذه الوضعية وفي ظل هذه الظروف والتي جمعت السكان على مطلب واحد والمتمثل في ترحيلهم إلى سكنات تليق بالجنس البشري، بدل المحشر الذي حوّل حياتهم إلى جحيم لا يطاق على حد تعبيرهم، كما جدد السكان مطالبهم عبر " الجزائرالجديدة " إلى السلطات المعنية من أجل ترحيلهم في أقرب وقت ممكن قبل تفاقم الأوضاع أكثر مما هي عليه الآن، من جهته أكد مسؤول من البلدية أن العائلات القاطنة بهذا الحي تم إحصاءها ضمن برنامج ولاية الجزائر فيما يتعلق بإعادة البناء أو الترحيل.