أكد علي الهامل، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، أمس، بالجزائر العاصمة، بأن معالجة الأوضاع في الجنوب تتطلب التفكير في آليات تتلاءم مع خصوصيات المنطقة و الإسراع في تجسيد المشاريع المسطرة التي تشهد تأخرا "تجاوز كل الحدود". وأوضح الهامل الذي قام مؤخرا بزيارة لولاية أدرار على رأس وفد برلماني، بأن تسوية الأوضاع بالجنوب الكبير يمر حتما عبر الإلتفات إلى انشغالات سكان المنطقة من خلال وضع برامج تنموية تراعى فيها خصوصيات المنطقة والعمل على الإسراع في وتيرة إنجاز المشاريع المسطرة التي "تجاوزت فترة إنجاز الكثير منها الآجال المحددة". و نقل الهامل انشغالات سكان ولاية أدرار الذين "ما فتئوا يطالبون بتصنيف ولايتهم كمنطقة رعوية للإستفادة من دعم الدولة و هو المطلب الذي أضحى أكثر من ملح مع غلق الحدود جراء الظروف الأمنية الراهنة مما عمق من مشكل نقص الأعلاف". كما يعد تفشي البطالة —يضيف نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني— مشكلا آخر "يثير امتعاض و تذمر أبناء الولاية" والذي يتطلب حله التركيز على الشق المتعلق بالتكوين في اختصاصات تتلاءم مع الخصوصيات التي تعرف بها المنطقة. من جهة أخرى تشهد المشاريع المسجلة في ولاية أدرار "تأخرا في الإنجاز على الرغم من كونها —كما قال— تمس مباشرة يوميات المواطن" على غرار مشروع مستشفى 240 سرير و مركز علاج مرضى السرطان المسطر منذ 2008 و الذي "لم تنطلق أشغال إنجازه سوى أواخر 2012 علما أن استلامه لن يتم قبل ثلاث سنوات على أقل تقدير". واعتبر المتحدث أن تهيئة مطار برج باجي مختار يعد بمثابة "دليل آخر على التقاعس في إنجاز مشاريع تكتسي أهمية قصوى بالنسبة لسكان المنطقة حيث لم تنطلق الأشغال به على الرغم من كونه مسجلا منذ سنة 2003". و نفس الأمر بالنسبة للطريق الرابط بين برج باجي مختار و رقان على طول 650 كلم و الذي "لم ينجز منه لحد الآن سوى 200 كلم". كما لفت الهامل إلى مشكل آخر "عويص" لا يقل يتمثل في السكان غير المسجلين في الحالة المدنية لكون عمليات التسجيل لم تنطلق بالمنطقة إلا بعد سنة 1967, الأمر الذي حرمهم من حقوقهم كمواطنين حيث "وجدوا أنفسهم مجبرين على التنقل إلى الجزائر العاصمة لتسوية وضعيتهم مع كل ما يعني ذلك من جهد و مصاريف لا يمكنهم تحملها". أما بالنسبة لتمياوين فيبقى نقص مياه الشرب "أهم مشكل يواجه سكان المنطقة الذين يطالبون بإيجاد حل سريع لهذه المعضلة". محمد.ب