يعيش سكان حي طارق بن زياد بشنوة ولاية تيبازة، على وقع الأعصاب نتيجة صراعاتهم الدائمة والمستمرة مع الطرقات ووسائل النقل، حيث أفسدت طعم الحياة لدى الأهالي وصاروا يشمئزون من الوضعية التي لم تتغير منذ سنين طويلة. السكان أبدوا غضبا واستياء كبيرين جراء اهتراء معظم الطرقات الرئيسية وطرقات الأحياء المتواجدة بهذه المنطقة، وصارت الحفر العميقة ديكورا يطبع أرضية الحي، والتي عادة ما تتحول أثناء سقوط الأمطار إلى مسابح كبيرة من مياه الأوحال، وأخرى إلى مستنقعات من الطين، وقد وصف الأهالي الوضع بالمؤسف خصوصا وأن المنطقة تعرف إقبالا منقطع النظير للزوار الأجانب باعتبار المنطقة ساحلية وتتوفر على شواطئ جميلة، وفي ذات السياق، أكد المواطنون في لقاء مع الجزائرالجديدة أن السير صار من درب المستحيل بالنظر إلى وضعية المسالك والطرقات التي أصبحت تهدد الراجلين وأصحاب المركبات، الذين هم الآخرون أصبحوا ينزعجون من هذه الحالة وصاروا يخافون من أن يحصل عطب في عرباتهم بعد المرور على تلك المسالك، حتى أن البعض صار يتغاضاها تفاديا للوقوع في الحفر المملوءة بالمياة، من جهة أخرى طالب أولياء التلاميذ وضع حد لتجاوزات الناقلين الذين أصبحوا يعزفون عن الدخول إلى تلك المنطقة متحججين برداءة الطريق، وصار التلاميذ يقطعون كيلومترات ليصلوا إلى مقر دراستهم، وحسب بعض الأولياء فإن مستوى أبنائهم في تراجع مستمر نتيجة تعبهم من السفر اليومي بين المدرسة والمنزل، حيث أصبحوا يتكبدون مشقة الانتقال وصار الإرهاق يأكل أجسادهم الصغيرة، وهو الوضع الذي رفضه أغلب الآباء الذين أضحوا يخافون من تدني المستوى الدراسي لدى أبنائهم، ونقص التركيز ما يؤثر سلبا على تحصيلهم العلمي من جهة وتعريضهم لمخاطر الحوادث المرورية من جهة أخرى، خصوصا وأنهم يمشون كيلومترين للوصول إلى الطريق الرئيسي ثم ينتظرون الحافلات التي تقلهم إلى مؤسساتهم الدراسية.