كشفت أشغال المؤتمر التأسيسي لحركة البناء الوطني أول أمس، عن حقائق كانت مدرجة في خانة "سري للغاية" بحزب التغيير الذي يقوده عبد المجيد مناصرة، الذي توارى عن المشهد السياسي بعد الهزيمة التي منيّ بها في الانتخابات التشريعية للعاشر ماي من العام الماضي. بعد أن تعرض لنكسة انتخابية غير متوقعة لدى قيادته و مناضليه. عقب افتكاكه لأربع مقاعد فقط في المجلس الشعبي الوطني. فيما كان رئيس جبهة التغيير قبل الموعد الانتخابي المذكور يتوقع اكتساح حزبه لمقاعد البرلمان، إلا أن التوقعات المفرطة سارت في الاتجاه المعاكس، النتيجة السلبية التي جناها حزب عبد المجيد مناصرة المخيبة للآمال. دفعت رئيس ذات التشكيلة السياسية الذي انشق بمعية بعض قادة هذه الأخيرة عن حركة مجتمع السلم إلى تجديد نشاط الجبهة،و قبل ذلك قد هدد بحل الحزب ولد ميتا، و بالفعل و إن لم يعلن بصفة رسمية عن اعتماد قرار حل الحزب، إلا أن تغييب هذا الأخير بصفة متعمدة عن الساحة السياسية و عدم مشاركته في محليات التاسع و العشرين نوفمبر الأخير. بينت إن جبهة التغيير لم تعد كحزب سياسي موجود، عدا في الملف المودع لدى وزارة الداخلية، و بالعودة إلى الحديث عن أشغال مؤتمر حركة البناء الوطني المنعقد أول أمس بتعاضدية عمال البناء بزرالدة بالعاصمة. تبين أن أغلب مندوبو المؤتمر من اغلب ولايات القطر هم مناضلي جبهة التغيير بما فيهم نواب ذات الجبهة بالغرفة التشريعية السفلى و أيضا أعضاء الهيئة التأسيسية لحركة البناء قبل انعقاد مؤتمرها الذي أفضي إلى انتخاب مصطفى بلمهدي رئيسا للحركة. بينما المكتب الوطني تضمن أغلب الوجوه التي كانت ضمن حاشية عبد المجيد مناصرة في المكتب الوطني لجبهة التغيير بما فيهم مصطفى بلمهدي. رئيس حركة البناء الوطني الذي زكاه المؤتمرون بقيادة الحركة و تسيير شؤونها. و في هذا الشأن تحدثت مصادر من حرة البناء ل " الجزائرالجديدة" عن نقاشات حادة كانت قد جرت بين بلمهدي و بعض الموالين له من ضمنهم نصر الدين سالم شريف و عبد المجيد مناصرة و بعض أتباعه بخصوص العودة إلى أحضان حركة مجتمع السلم. و ذلك عقب سلسلة الاتصالات و اللقاءات غير الرسمية التي باشرها المقربين الشيخ أبو جرة سلطاني لإقناع هؤلاء على العودة إلى بيت حمس. إلا ذات النقاشات تعثرت بسبب إصرار بلمهدي و مؤيديه على تأسيس تشكيلة حزبية جديدة على أنقاض حركة مجتمع السلم. بدل العودة لهذه الأخيرة. بينما عبد المجيد مناصرة و الموالين له أبدوا عزمهم على العودة ل " حمس" الشريك الثالث في تكتل الجزائر الخضراء. من خلال الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة مع قادة حركة مجتمع السلم.و كان أبو جرة سلطاني قد رحب بعودة مناصرة و داعميه للحركة. حيث قال أن الحركة مفتوحة أمام هؤلاء و أضافت ذات المصادر تقول أن أغلب قادة جبهة التغيير الغائبة عن الساحة السياسية أصبحوا على قناعة أنه لا مفر و أيضا لا بديل عن العودة إلى أحضان مجتمع السلم خاصة بعد أن أعلن رئيسها أبو جرة سلطاني عن عدم الترشح لرئاسة الحركة في المؤتمر الخامس الذي سينعقد أيام 1 و 2 و3 و أن الالتحاق بالحركة مجددا ما هي إلا مسألة وقت فقط. وما يؤكد ذلك هو غياب مناصرة عن أشغال المؤتمر التأسيسي لحركة البناء الوطني لأول أمس الذي حضرة أزيد من سبعمائة مندوب شبه معتبرة منهم من جبهة التغيير و النسبة المتبقية من المنشقين عن حركة مجتمع السلم. م. بو الوارت