أنهت قيادات سابقة في حركة مجتمع السلم، ترتيبات عقد المؤتمر التأسيسي لحركة البناء الوطني المقرر يوم الجمعة المقبل بقيادة مصطفى بلمهدي، بعدما أنهت عقد المؤتمرات الولائية التمهيدية، وأعلنت الحركة في ديباجة تأسيسها أنها تستمد أدبياتها من الإرث السياسي للشيخ محفوظ نحناح. وقال عضو في الهيئة التأسيسية للحركة، نصر الدين سالم شريف، ل''الخبر'' إن الحركة أنهت عقد 21 مؤتمرا ولائيا تمت خلالها مناقشة وثائق الحركة والنصوص الأساسية المؤسسة لها وبرنامجها السياسي، مشيرا إلى أن الحركة الجديدة ''تضع نفسها في صف التيار الإسلامي الذي بات يضم سبعة أحزاب، باعتبار سبق مشاركة قيادات حركة البناء في العمل ضمن أحزاب إسلامية، وسعيها إلى الاستفادة من هذه التجارب''. وأوضح أن الحركة لم تأت لتضايق أحدا أو تأخذ مكان طرف سياسي ما، لكنها تأكيد من قياداتها على رفض اليأس السياسي برغم مرارة التجارب السابقة. وأشار سالم شريف إلى أن حركة البناء الوطني، حال استكمال أدوات التأسيس والاعتماد القانوني، ستكون مستعدة للتوافق والتحالف مع أي قوى سياسية تتقاطع معها في المواقف والطروحات السياسية. وتتأسس حركة البناء الوطني على أنقاض جبهة التغيير التي تأسست السنة الماضية وخابت مشاركتها في الانتخابات التشريعية الماضية، بعدما حصلت على أربعة مقاعد فقط، ويتوقع، بحسب مصادر مسؤولة، عقد دورة طارئة للمجلس الوطني لجبهة التغيير في وقت قريب لإعلان تجميد الحزب، رغم غضب عدد من مناضلي التغيير ومقاطعتهم المؤتمرات الجهوية التمهيدية لتحويل التغيير إلى حركة البناء الوطني واعتبارهم أنه ''من العبث السياسي التضحية بحزب أرسى قواعد ثابتة بمختلف الولايات، وعرف بنفسه من خلال المشاركة في الانتخابات البرلمانية السابقة''. وتدخل حركة البناء الوطني، بحسب بيان تأسيسها، على خط مزاحمة حركة حمس وجبهة التغيير على ''إرث الشيخ محفوظ نحناح وتجربته في بناء الدولة الحديثة والتعاون مع القوى الوطنية المخلصة''. وتضم الحركة قيادات كانت في الصف الأول لحركة مجتمع السلم كأحمد الدان ووزير السياحة السابق عبد القادر بن قرينة وصالح محجوبي، وهي القيادات التي انشقت في 2008 عن حمس ضمن مجموعة عبد المجيد مناصرة وأسست جبهة التغيير، لكنها وصلت إلى طريق مسدود، ما دفع المجموعة إلى الانقسام مجددا، بين مجموعة بقيادة مصطفى بلمهدي قررت البدء في مسار تأسيس حركة البناء، ومجموعة بقيادة عبد المجيد مناصرة دخلت في مسار العودة إلى البيت الكبير حركة مجتمع السلم . في نفس السياق تقترب المساعي التوفيقية بين قيادة حركة مجتمع السلم ومجموعة مناصرة من النجاح في ترسيم عودة هذا الأخير وعدد من الكوادر إلى الحركة خلال المؤتمر الوطني المقبل، ونجحت لجنة الصلح التي يقودها عضو المكتب الوطني لحمس، جعفر شلي، حتى الآن، في تضييق الهوة إلى أدنى حد ممكن مع مجموعة مناصرة، خاصة بعد القابلية الكبيرة التي أبدتها قواعد حمس لهذا المسعى خلال المؤتمرات الولائية التمهيدية للمؤتمر المقبل.