على أنقاض ما تبقى من جبهة التغيير، عقدت حركة البناء الوطني مؤتمرها التأسيسي أمس الجمعة بالعاصمة، لتدخل الساحة السياسية بقيادة المؤسس الثالث لحركة المجتمع الإسلامي سابقا، وحركة مجتمع السلم حاليا، مصطفى بلمهدي، كسادس حزب إسلامي في الجزائر. في تعاضدية البناء بزرالدة، وشحت القاعة التي احتضنت أشغال المؤتمر التأسيسي بصورتي الشيخ محفوظ نحناح يمينا، ومحمد بوسليماني يسارا، ليقف مصطفى بلمهدي وسطا بينهما ويلقي خطابه الافتتاحي، في رسالة فهمها الحضور كل حسب فهمه، لكن حصل شبه إجماع يفيد بأنّ الرجل يريد القول بأنّه وحركته الوليدة على خطى “حركة المجتمع الإسلامي" التي أسسها هذا الفريق الثلاثي (نحناح، بوسليماني، بلمهدي) ونهج الراحلين محفوظ نحناح، ومحمد بوسليماني، وساد فهم أيضا أنّ بلمهدي يريد أن يقول لحركة “حمس" وقياداتها الحالية أنّ لم الشمل وتوحيد الفرقاء، يكون بالرجوع للحركة الأم وهي “حركة المجتمع الإسلامي" عن طريق حركة البناء الوطني التي يؤكّد مؤسسوها أنّها الممثلة الشرعية للمنهج الفكري والتربوي والسياسي الصحيح لمؤسسة حركة المجتمع الإسلامي، وهو الأمر الذي أشار إليه بلمهدي في خطابه الذي أكّد فيه أنّ حركة البناء ستتخذ من آية “لا تثريب عليكم" شعارا لها، بحيث ستحتكم لفقه التسامح والعفو والتجاوز. وقال بلمهدي، على هامش المؤتمر، أنّ الدافع لتأسيس حركة البناء الوطني، هو عدم الوصول لتوافق يجمع فريقي مناصرة وأبوجرة سلطاني في حيز واحد، ما جعل الرجل يفكر في فتح مساحة جديدة تسمح بجمع الأطراف المتنازعة تتمثل في حركة البناء الوطني، التي أكّد أنّها مفتوحة لجميع الأفراد وليس للمؤسسات، ما فهم أنّه إشارة لوجوب حل حركتي “حمس" و«التغيير" والانضواء في حركة البناء الوطني. كما أكّد بلمهدي أنّ الطرفين أبوجرة سلطاني وعبد المجيد مناصرة، لم يتفقا على أي صلح ما، وأنّ اللقاء الذي جمعهما بتركيا لا يندرج تحت مفهوم الصلح، لأنّ الصلح يتحقق حسب بلمهدي خلال الاجتماع في مساحة جديدة في إشارة إلى حركته الوليدة كأفراد وليس كمؤسسات. وفي خطاب الافتتاح، لوحظ بشدة تركيز مصطفى بلمهدي على أدبيات وأبجديات ومصطلحات الدعوة والتربية، على حساب “السياسة" التي كانت الغائب الأكبر في الحزب السياسي الجديد، حيث أكّد أنّ الحركة لا تزال وستبقى تراهن على خيار الإصلاح الشامل والعميق، إيمانا منها بإمكانية الإصلاح، وأنّها ستركز وتوجه الكثير من جهدها ووقتها لبناء منظومة تربوية فردية ومجتمعية، مشيرا لشعار المؤتمر التأسيسي “بناء الإنسان، ضمان التنمية". وشهد المؤتمر التأسيسي لحركة البناء، حضورا لافتا لقيادات جبهة التغيير، وقيادات كانت في الصف الأول في حركة مجتمع السلم كوزير السياحة السابق عبد القادر بن ڤرينة، وأحمد الدان وصالح محجوبي.