أضحت شبكات التواصل الاجتماعي سباقة في نشر المعلومة في الآونة الأخيرة، مرتدية برنوس السلطة الرابعة، وقد خلقت نوعا آخر من الإعلام له تأثيره الخاص بانتقاله عبر الحدود دون قيود أو رقابة، والمشاركة في صناعة الرسالة الإعلامية، حيث تحولت إلى وكالة أنباء تزود متتبعيها بآخر الأحداث الميدانية معتمدة على الوسائل الحديثة، مهددة بذلك عرش الإعلام التقليدي الذي يعتبرها أرضا خصبة لنقل الإشاعات والصور المفبركة، لأنها على جهل بأبجديات المهنة الصحفية المحترفة في نقل المعلومة. زينب بن سعيد لا يمكن الإنكار بأن مواقع التواصل الاجتماعي قد بدأت في منافسة ملموسة لوسائل الإعلام التقليدية في نقل المعلومة، حيث تغير دورها من مجرد وسيلة للتسلية والدردشة بين الأصدقاء إلى وسائل إعلام حديثة يهب إليها الجميع، فيمكن اعتبارها اليوم مكملة للوسائل التقليدية المكتوبة والمسموعة والمرئية. كما أن 90 بالمائة من بين أكثر من 4 ملايين مشتركا جزائريا في الانترنت لا تتجاوز أعمارهم 35 سنة، وهذا ما يجعل العمل على هذه المواقع سريعا وأكثر تأثيرا، وإن احتملت بعض الأخبار التلفيق والإشاعة، إلا أن نسبة كبيرة من الحقيقة وراء تلك الأخبار المنشورة. شبكات تتحول إلى وسائل إعلام حرة النشر لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مقتصرة على التسلية فقط والتواصل مع الأصدقاء، فقد استخدم الشباب هذه المواقع للدردشة ولتفريغ المشاكل العاطفية، واليوم أصبحوا يتبادلون وجهات النظر، من أجل المطالبة بتحسين إيقاع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فها هي مواقعهم تتحول إلى وسيلة إعلام من الدرجة الأولى، كما لم تعد القنوات الفضائية والصحف هي المصادر الإعلامية الوحيدة التي يستقي منها المواطنون معلوماتهم اليومية، فالجميع يطلع عليها قبل ذلك على الشبكات الاجتماعية مثل التويتر والفايسبوك، والشبكات الأخرى على غرار جوجل واليوتوب، خاصة وأن عدد المستخدمين فيها يزداد يوما بعد يوم. فقد شهدت بلدان المغرب العربي أسوء لحظاتها سنة 2011، وكانت هذه المواقع السباقة في نشر الأحداث بالصوت والصورة والتغطية الميدانية المحضة، ونشرها دون رقابة، فهناك حرية تامة في نشر الكثير حتى على صناع القرار في الوطن، فلا يخاف المنخرطون في مختلف الشبكات الاجتماعية من فضح المسؤولين والتعليق على ذلك بكل حرية وأريحية. كما شكل ياسر، إبراهيم، هارون، شيماء، سناء، ومؤخرا أسامة، "الحدث" على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، باعتبارها تحمل أكبر عدد من المشتركين، حيث نقلت صور الأطفال قبل أن يتم القضاء عليهم من قبل المجرمين من خلال صفحات خاصة تقدم كل صور الأطفال الذين تم اختطافهم، بهدف التعاون مع المشتركين في الصفحات، مع نشر كل ما يخص الأطفال الذين لم يتم العثور عليهم بعد. "بارتاجي"... الزر السحري لنشر الخبر ولقد تحول المواطن العادي من مجرد متلق للمعلومة إلى مشارك فيها ، يبحث عن الأحداث بالصوت والصورة من أجل نشرها، ويكفيه زر "بارتاجي" التي تعني "شارك" لتعميم الخبر، وإن بدأ الأمر بمجرد لعبة للتسلية فقد تحول إلى أهم مكان لاستقاء المعلومة ، خاصة مع المشاكل والظواهر التي باتت تتفشى في المجتمع، ناهيك عن أخبار العالم المختلفة، ما جعل المواطنون المحتكون مباشرة مع الواقع ينقلون ما يشاهدونه بالصوت والصورة وفي دقائق معدودة . الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، يونس قرار: "شبكات التواصل الاجتماعي منافس قوي لجنود الإعلام" وأكد يونس قرار، خبير في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، في اتصال ل "الجزائرالجديدة"، أن المعلومة تصل من قبل موفد وذلك ما يحدث في وسائل الإعلام، أما الشبكات الاجتماعية فيها أغلب المواطنين الذين يمكنهم نقل الخبر فهم على احتكاك مباشر مع الشارع، والأغلبية منهم يملكون هواتف نقالة ذكية وبالتالي يمكن نقل المعلومة على المباشر قبل أن تصل إلى الصحافة، وإن لم تتميز بالاحترافية إلا أنها نقلت الخبر. وأضاف يونس قرار أن المنخرط في الشبكات الاجتماعية لديه الكثير من الأصدقاء الذين يساعدونه في النشر، فتنشر المعلومة في ثوان معدودة، الأمر الذي يظهر القوة في التكنولوجيا، مصرا على ضرورة استعمال الصحفيين لهذه المواقع والتأقلم مع هذه الوسائل، لأن هؤلاء المنافسين وإن لم يتحصلوا على الدراسات والتكوين في الإعلام، فهم يشكلون منافسا قويا ولهم دور في المجتمع.