خبير يدعو المؤسسات إلى التفتّح على الشبكات الاجتماعية الأميار مطالبون باستخدام "الفايس بوك" لحلّ مشاكل المواطنين أكّد يونس قرار خبير في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتّصال أن المؤسسات الجزائرية تعرف تأخّرا في مجال استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتّصال بما فيها الشبكات الاجتماعية، حيث أن 50 بالمائة فقط من المؤسسات موجودة عبر الأنترنت، داعيا إلى ضرورة تفتّح كلّ المؤسسات وفي مقدّمتها البلديات على استعمال مواقع التواصل الاجتماعي. شدّد يونس قرار في تصريح خاص لموقع الإذاعة الجزائرية على أنه أمام غياب المؤسسات الجزائرية سواء العمومية والخاصّة عن عالم (الفايس بوك) وغيرها من الشبكات الاجتماعية يجب القيام بعمل كبير حتى تتمكّن معظم المؤسسات من فتح قنوات - إمّا داخلية مع العمال ومصالح الإدارة - أو خارجية مع الزبائن والشركاء عن طريق استعمال هذه التقنيات الجديدة. وأضاف الخبير أن العدد القليل من المؤسسات الجزائرية الموجودة على شبكات الأنترنت هو عبارة عن مؤسسات خاصّة، وفي كثير من الأحيان هي مؤسسات تمثّل بعض المؤسسات الأجنبية الموجودة في الجزائر، حيث أن تأثير الشركة الأمّ الموجودة في فرنسا وفي الصين أو في الولايات المتّحدة الأمريكية يدفع المؤسسة الجزائرية الموجودة في بلادنا إلى إنشاء صفحة على (الفايس بوك) ومحاولة تحديثها بناء على توجيهات السياسة العامّة التي تفرضها عليها المؤسسة الدولية. وعن نسبة استعمال الهيئات الرّسمية في الجزائر لتكنولوجيات الإعلام والاتّصال قال يونس قرار: (إن معظم الوزارت والجامعات ومختلف المؤسسات الحكومية تشهد غيابا فظيعا في توظيف هذه التقنيات، وقليلا ما نجد مؤسسة حكومية تتواصل عن طريق شبكات الأنترنت بما في ذلك الشخصيات والوزراء الذين لا يستعمل جلّهم الشبكات الاجتماعية للتواصل مع العمال والأصدقاء). لذلك، فإن هناك عملا كبيرا يجب القيام به -يضيف الخبير- لاستعمال هذه الوسيلة الجديدة، خاصّة وأن معظم المشاكل التي تحدث على مستوى المؤسسات تكمن أسبابها بالدرجة الأولى في عدم وجود حوار وتواصل بين المسؤول والمواطن، والتواصل عبر هذه الوسائل الجديدة ممكن أن يساهم إلى حدّ كبير في حلّ الكثير من المشاكل. وأوضح يونس قرار في ذات السياق أن هناك من المسؤولين من يتواصل بالوسائل التقليدية إلاّ أن المواطنين أغلبيتهم شباب، ونجد أنه من بين أكثر من 4 ملايين مشترك جزائري في الأنترنت 90 بالمائة منهم لا تتجاوز أعمارهم 35 سنة، معتبرا أن أفصل وسيلة للتواصل مع المواطن وفهم مشاكله هي مواقع التواصل الاجتماعي التي هي مكمّلة للوسائل التقليدية المكتوبة والمسموعة والمرئية. أمّا بخصوص أهمّ العوائق والتحفّظات التي لم تساعد أصحاب القرار والمسؤولين بصفة خاصّة في استعمالهم للشبكات الاجتماعية، أوضح الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتّصال أن الجهل بالشيء والفهم الخاطئ لهذه الوسائل التكنولوجية هما سبب تحفظ المسؤولين عن استعمالها حيث يعتقد معظمهم أن مواقع الفايسبوك وغيرها وسائل تستعمل للترفيه وتمضية الوقت مع أنه يمكن عن طريق هذه الوسائل الجديدة القيام بأعمال جبارة لتطوير المؤسسة ولتقدّم المجتمع، مشيرا إلى أن المؤسسات الكبرى والوزارات في الدولة المتقدّمة لديها صفحات على (الفايس بوك) وتتواصل مع مواطنيها وتحلّ مشاكلهم بكلّ شفافية ومن دون أيّ مركّب نقص. وقال قرار (يجب على المسؤولين والمؤسسات والإدارات بصفة عامّة تجاوز الذهنيات القديمة، سواء ما تعلّق منها باحتكار المعلومة أو التستّر على بعض الأعمال، ونحن في ظلّ عالم متفتّح وإلكتروني وشفّاف يتعيّن عليهم الوعي بضرورة استعمال هذه التكنولوجيات الجديدة التي من ميزاتها إمكانية الوصول إلى الخبر والتعليق عليه وحلّ مشاكل المواطنين من خلال التواصل معهم). وعن الخطّة التي يجب اعتمادها لتشجيع استعمال الشبكات الاجتماعية في الجزائر أكّد ذات الخبير على أهمّية قيام السلطات بعمل توعوي وتحسيسي وتربوي انطلاقا من القمّة إلى القاعدة، حيث أنه يتعيّن على المسؤولين التفتّح على مواقع التواصل الاجتماعي وفتح صفحات على (الفايس بوك)، إلى جانب دور الإعلام في الحديث عن التجارب النّاجحة في هذا المجال لتوعية النّاس ونزع الخوف من استعمال هذه الوسائل.