ارتفعت أصوات العديد من الخبراء سواء المحليين أو الأجانب، تحذر من سوء استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بعد أن تحولت هذه الوسيلة من فضاء لتبادل الأفكار والمعلومات والثقافات إلى سرقة المعلومات الشخصية وتشويه صورة الإنسان، ناهيك عن تعطيل الموظفين عن أداء وظائفهم، حيث أشارت الإحصائيات إلى أن مردود العمال المسجلين في هذه الشبكات تقلص بنسبة 60 بالمائة، في حين اعترف 70 بالمائة باستعمال هذه المواقع خلال ساعات العمل. وأظهرت مختلف الدراسات، الإقبال الكبير للشباب من مختلف الأعمار والمستويات على شبكات التواصل الاجتماعي على غرار ال''فيسبوك''، ال''تويتر''، ''بادوو''، ''لانكد إن''، وغيرها من المواقع التي استقطبت اهتماماتهم وميولاتهم رغم المخاطر التي تسببها جراء الاستعمال السيئ للمعلومات والصور المنشورة على صفحاتها من قبل جماعات وأفراد لا يظهرون هويتهم الشخصية من أجل استغلال أكبر فئة من المغفلين لتحقيق أهداف ومآرب خفية. ووجد الكثير من الجزائريين -أغلبهم فتيات- أنفسهم ضحية لتلك الجماعات، بعد نشر معلوماتهم الشخصية وصورهم، كما انتهت العديد من الدردشات على نافذة ال''شات'' إلى تسريب معلومات هامة وظفت لتدمير بنك معلومات مؤسسات، وحياة أشخاص من خلال استغلال المعلومات والصور لابتزازهم وتشويه صورتهم لدى معارفهم وأصدقائهم وهو ما بينته الشكاوى المرفوعة على مستوى مصالح الأمن من طرف العديد من الضحايا. وقد تمكنت مصالح الأمن في الآونة الأخيرة من توقيف بعض مروجو الصور الخليعة للفتيات على ال''فيسبوك''، بعد تحريات وتحقيقات دقيقة على الشبكة العنكبوتية بينت أن بعض الشباب وللأسف الشديد ولأغراض انتقامية أحيانا يستغلون صور الفتيات المنشورة بشبكات التواصل الاجتماعي لاستغلالهن وحملهن على الانسياق إلى رغباتهم الدنيئة. ويجهل بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، شروط الاستخدام ومدى الأمان التي توفرها ما يجعلهم يقعون فريسة سهلة أمام أول مخترق لحسابهم بال''فيسبوك'' أو بغيره من الشبكات التواصلية، حيث تسمح الثغرات الموجودة لدى معظم الشبكات فيما يتعلق بحماية الخصوصية من الوصول إلى ما ينشره المستخدمون من نصوص وصور وبالتالي استغلالها بطرق قد توصل في نهاية المطاف إلى ارتكاب جرائم بسببها، وهو ما يفرض التحلي بالوعي والتفكير قبل نشر المعلومات الحقيقية للشخص . ويؤكد الاستغلال السيئ لشبكات التواصل الاجتماعي، وصول رسائل من مجهولين إلى البريد الإلكتروني للأعضاء المسجلين تحمل فيروسات في حال تم فتح الرسالة يتم قرصنة البريد وحتى سطح مكتب جهاز الكمبيوتر، بالإضافة إلى تلقي تعليقات ومواقع إلكترونية غير لائقة. ولتفادي كل أنواع تلك المشاكل والأضرار التي يفرزها الاستعمال غير العقلاني للوسائل التكنولوجية الحديثة، ينصح الكثير من الخبراء والمختصين بتفادي نشر المعلومات الشخصية وصور العائلة والأصدقاء ومراقبة كل ما يستخدم في التطبيقات لأنه يمكن للقراصنة الوصول من خلالها إلى البريد الإلكتروني للأعضاء المسجلين بتلك المواقع.