تحدى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ بوعمران، الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، حين قال بشأنها إنها من بين الذين يعملون على تحريف الحقائق التي جاء بها الإسلام وتقديم رؤية غريبة عنه، والتشكيك في مصادره وتاريخه. وأوضح الشيخ بوعمران في الكلمة التي ألقاها خلال افتتاح أشغال الملتقى الدولي "حول الإسلام والعلوم العقلية في الماضي والحاضر" أمس بفندق الأوراسي، والذي يستمر إلى يوم الغد، أن هؤلاء مدعوون للتعقل والتدبر والتفقه في الدين الإسلامي الحنيف، متسائلا في ذات الصدد عن تحريف الحقائق وتقديم رؤية غريبة للإسلام من طرف الساعين لذلك متأثرين بالحضارة الغربية أو بالفترة الاستعمارية التي عاشتها بلدانهم الإسلامية ومنها الجزائر وعانى منها المسلمون، أو يريدون تمجيد ديانات الآخرين على حساب الديانات والثقافات الإسلامية، وأضاف رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أن هناك صنف آخر يضم العديد من العلماء والباحثين والسياسيين والإعلاميين، لا يؤمنون بأي دين ويتقبلون في أية لحظة على دينهم ويدعون بلا خجل إلى العلمانية واللائكية أو إلى الإلحاد أو إلى الوضعية العلمية التي تناسبهم. واستدل الشيخ بوعمران بالكتاب الذي صدر مؤخرا للباحث غوغنهايم، يدعي فيه أن الحضارة الإسلامية لم تعرف الغرب بأرسطو، بل قام بذلك أحد القساوسة المجهولين الذي عاش في جبل سان ميشال بفرنسا، واعتبر رئيس المجلس الإسلامي الأعلى هذا الرأي بالغريب يصدر من باحث غير متخصص في الحضارة الإسلامية وهو ما توجب التصدي له من طرف فريق من الباحثين المنصفين في كتاب عنوانه " الإغريق والعرب ونحن" تحقيق في الإسلاموفوبيا العلمية، كتاب صدر نهاية العام الماضي في دارساي بباريس الفرنسية. وسيناقش المشاركون في الملتقى الدولي المذكور على مدار ثلاثة أيام عدة مواضيع ذات الصلة بهذا الأخير من بينها الدور العربي الإسلامي في نقل العلوم إلى أوروبا وكذا مكانة الكيمياء في الحضارة الإسلامية بين الماضي والحاضر، وأيضا انتقال الكتاب العربي إلى الغرب وتأثيره الحاسم في تطور مختلف مجالات العلوم. عطاء الأطباء المسلمين في جراحة الأعصاب المعاصرة وتأثير الإسلام في تطور الطب منهجا وممارسة، إلى جانب العديد من القضايا ذات العلاقة بالملتقى، الذي يحضره العديد من المشاركين من العلماء والباحثين من الجزائر وعدة دول أجنبية خاصة منها فرنسا والإمارات العربية المتحدة.