أطفال و كبار ، قذفتهم الأقدار بين يدي أشرار اختطفوهم و طالبوا آهاليهم بمبالغ خيالية تفوق المليار ، إنها لغة المبتز الوحيدة و طريقته في بلوغ الرفاهية مهما كلّفه و مهما صار ، و حينما تغيب مكارم الأخلاق و شيمها في نفس المختطف الشريرة ، و لا يجد لها في قلبه لا رحمة و لا قيمة و لا أدنى معيار ، تترقب أعينه ضحية يتوسل منه حريته المقدسة ليل نهار ، و لا يرى فيه غير مساومة مقرّبيه بين فداءها بالنفس و النفيس أو زهقها من دون أي اعتبار ، إنه الاختطاف الذي يتبعه في كثير من الأحيان طلب الفدية ، الجريمة التي يتحدث بلغتها أيضا مبتز يرغب في تحصيل ثروته من دون شقاء دينارا على دينار ، فيجد في الابتزاز طريقته المثلى في الانتقام و ردّ الاعتبار ، من أشخاص دمّروا حياته المادية أو المعنوية ، و من ثمّ صرفوا عنه كل الأنظار . روبرتاج : مريم والي يعدٌ الإبتزاز من الجرائم التي يعاقب عليها قانون العقوبات الجزائري و لا يتساهل مع مرتكبها ، خصوصا إذا ما اقترنت بأخطر الأفعال المجرّمة كالاختطاف ، فغالبا ما يخير منفذ عملية من هذا النوع أهل الضحية بين فداء الشخص المختطف بمبالغ خيالية ، أو تصفيته جسديا ، و كثيرا ما تبتز عصابات الاختطاف من العائلات الثرية ، سعيا منها إلى تحصيل الثروة على حسابها ، حتى و إن لم تجمعها بها نزعات الثأر و حب الانتقام ، و في حالات أخرى ينطلي الابتزاز بلون آخر عند أصحابه ، فمنهم من تضرر من شخص ما معنويا ، فيخيره بين شراء سكوته بأموال طائلة أو فضحه أمام الملأ ، و منهم من تضرر ماديا من أحدهم ، و لم يجد من طريقة يسترد بها حقوقه سوى التقرّب من أعز الناس إلى قلبه ، و من ثمّ اختطافه و المطالبة بما سلب منه ، و في هذا الروبرتاج نجمع قضايا عدّة ، تشعبت أسبابها ، لكن نتيجتها واحدة و عنوانها وحيد .. إنه الابتزاز . يختطف طفلا و يهدد عائلته بقتله إن لم تسلمه فدية ملياري سنتيم لا تزال جرائم الاختطاف من أجل بلوغ الرفاهية متواصلة على طريقة أفلام الأكشن الأمريكية ، و في خرجة لأحد مدمني السموم ، ترصد فيها لطفل في ربيعه السابع أثناء عودته من المدرسة ، وقام باختطافه ومن ثمّ هدد عائلته بقتله إن لم ترضخ لطلباته الرامية إلى تسليمه مبلغا ماليا خياليا يخرج عن نطاق المعقول ، كون عائلة الطفل من الأثرياء . تعود الواقعة إلى تاريخ تعرض إحدى العائلات الثرية بمدينة عين طاية شرق العاصمة لحادثة اختفاء ابنها الأصغر المدعو " محمد أمين " ، و قد تمكنت العائلة بكل صعوبة من استرجاع طفلها الذي كان بين يدي مجرم اعتاد استهلاك المخدرات ، وذلك عقب تدخل مصالح الأمن التي تمكنت من القبض على المجرم الذي أقدم على هذا الفعل الخطير، بعد أن تقدمت عائلة الطفل لدى مصالح الدرك الوطني لمدينة عين طاية في سرية تامة ، من أجل التبليغ عن عملية اختطاف طفلها ، وقد أفادتهم بمعلومات تؤكد أن الطفل البالغ من العمر 7 سنوات، لم يعد في يوم الواقعة من المدرسة في الموعد المحدد على الساعة 12 ، ما جعل القلق يتسلل إلى قلب والدته، لكنها ظنت أنه بقي رفقة زملاءه و تماطل في العودة ، إلا أن غيابه استمر لأكثر من 3 ساعات، ما جعلها تتصل بوالده الذي كان بدوره راجعا إلى المنزل قبل موعده و هو يحمل الخبر الفاجعة الذي هز كيان العائلة، حيث أعلمها أن شخصا غريبا يجهل هويته اتصل به و أخطره أنه يحتجز ابنه و يطالبه بفدية من أجل إطلاق سراحه تقدر بملياري سنتيم ، ومهددا إياه بقتل الطفل إن لم يرضخ لطلباته، ثم توعده باتصال آخر في الغد بعد تحضير المبلغ المطلوب، كما هدده إن أقدم على إبلاغ الشرطة لأن ذلك ليس في صالحه، الأمر الذي جعل العائلة تقع في مشكل عويص من شدة خوفها على الطفل محمد أمين، إلا أن شجاعة الوالد و ثقته بمصالح الأمن جعلته يتقدم بالشكوى، حيث تم نصب كمين بمساعدة أهل الضحية، و اتفقوا مع المجرم على الالتقاء في المكان الذي حدده هو، حيث ذهب الوالد و هو يحمل المبلغ، في ذلك الوقت داهمت مصالح الأمن المكان و ألقت القبض على المتهم الذي كان يحوز على سكين و قطع مخدرات. المتهم و لدى مثوله أمام هيئة المحكمة، اعترف بالفعل المنسوب إليه، لكنه تحجج بأنه كان تحت تأثير المخدرات ، و حاجته الماسة لشراء هذه السموم هي التي جعلته يسلك درب الجريمة ، و أضاف في اعترافاته أنه ترصد لهذه العائلة قرابة الشهر، حيث عرف جميع تحركات أفرادها، كما تحصل على أرقام هواتف معظمهم، ليتم التماس له عقوبة سبع سنوات حبسا نافذة عن التهمة السالفة الذكر . يحتجزون صغيرة في ربيعها السابع و يطالبون فديتها 500 مليون انتقاما من والدها غالبا ما تدفع البراءة ثمن تصرفات الكبار الطائشة ، سناء طفلة لا يربو سنّها عن السبع سنوات ، إلا أن ربيع عمرها و براءتها لم يشفعا لها لدى أشرار قاموا بحجزها بسبب والدها ، الذي أكدوا بشأنه أنه سلبهم أموالا بالعملة الصعبة استحال عليهم استرجاعها بشتى الطرق . أحيل المتورطون على محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة ، أين اعترف المتهم "م. ي " المتورط رفقة صديقه المتهم "ت.س " في القضية ، مؤكدا أن الخطة كانت من اقتراح المدعو "ل. ر" الذي كان الوسيط في عملية تبديل العملة الصعبة إلى الدينار بين المتهمين ووالد الضحية ، الذي أخذ من المتهمين مبلغ 50 ألف أورو مقابل استبدالها ب 590 مليون سنتيم ، غير أنه وحسب تصريحات المتهم يونس فإن والد الضحية سلمهم مبلغ 90 مليون على أن يكمل بقية المبلغ في وقت لاحق ، لكن هذا الأخير أخذ العملة الصعبة واختفى ، وبما أن رابح هو من عرّفهم على التاجر "ع. عمار" وهو والد الضحية ، فقد لجأ والداه من أجل استعادة المبلغ المالي المتبقي، لكن هذا الأخير فشل في استعادته ، واقترح عليهم فكرة الاختطاف، كون الضحية تدرس مع ابنته ويعلم مواعيد دراستها . وحسب ملف القضية فإن عملية الاختطاف نفذت بتاريخ 28 أفريل من سنة 2005 ، بعد أن خطط المدعو "ل. رابح " للعملية رفقة المتهمين ، وذلك بعد أن عجزوا على الوصول إلى حل يضمن لهم استرجاع المبلغ المالي الذي رفض والد الضحية إرجاعه ، ويوم الحادثة قاموا بترصد الفتاة وهي متوجهة إلى المدرسة ، أين اعترض طريقها المتهم يونس وأوهمها بأنه صديق والدها ويود أخذها إلى بيت جدّها الكائن بمنطقة الخميس ، فركبت الفتاة معه السيارة التي كان يقودها سعيد ، و توجهوا بها مباشرة إلى ولاية سطيف، و قاموا باحتجازها في مزرعة أحد أصدقاء المتهمين. وبعدها لجأ أحد المتهمين للاتصال بوالد الفتاة طالبا منه جلب مبلغ 500 مليون مقابل حياة ابنته التي مكثت بالمكان لمدة يومين ، غير أن المتهم "يونس" بعدما شاهد الحالة المأساوية للطفلة التي لم تكف عن البكاء والصراخ اتصل بوالدها و أخبره عن مكانها ، أين تنقل على جناح السرعة رفقة مصالح الأمن أين اقتحموا المزرعة وجدوا الفتاة بمفردها و في حالة يرثى لها من الهلع والخوف في حين فرّ المتهمون . هذا و أظهرت محاكمة المتورطين، أن الوالد الضحية متورط في العديد من قضايا التزوير وتكوين جمعية أشرار ، ولم يحضر جلسة المحاكمة لأنه كان في السجن . منظفة تزوجت مديرها عرفيا ثمّ خيرته بين منحها مليار أو فضح علاقتهما نحن لسنا هنا بصدد تجسيد أحد أدوار المسلسلات الدرامية المتعلقة بعلاقة غرامية جمعت مدير مؤسسة صاحب مكانة و نفوذ بإحدى موظفاته ، لكننا من عمق المجتمع الجزائري ننقل لكم قصة زوجان اقترنا عرفيا عن رغبة جامحة ، ولما تسللت المشاكل إلى حياتهما تنقلا إلى أروقة العدالة لنشر غسيلهما و فضح العلاقة التي تجمعهما على مسامع الكل ، و هكذا جعلا ممّن لا يشتري يتفرج . القضية حرّكها مدير مؤسسة خاصة بموجب شكوى أودعها ضدّ المتهمة التي شغّلها في مؤسسته كمنظفة لمكتبه ، لكن العلاقة بينهما سرعان ما اتخذت منحى الخصوصية ، ومن تبادل نظرات الإعجاب بين الطرفين في بادئ الأمر دخل الطرفان عالم الغرام ، إلى إن اقترح المدير على المنظفة الاقتران بها سرا و دون أن توثق العلاقة بينهما بعقد مدني ، وهذا لأنه متزوج و أب لأبناء ، و ليس من السهل عليه تشريد عائلته و تشتيتها ، فكان هذا بمثابة نقطة الضعف التي استغلتها من تزوجته عرفيا بعدما دخلت معه في دوّامة مشاكل ، كان سببها الأول سعيها لترسيم علاقتهما و الإعلان عنها ، و لأن الزوج رفض الفكرة من أصلها و تخلى عن قرينته بالأساس ، صارت تبعث له برسائل تهديدية ، خيرته من خلالها بين منحها مبلغا خياليا قدره مليار سنتيم أو فضح علاقتهما أمام الملأ ، و بهدلته بالخصوص أمام زوجته و أطفاله ، و لأن المنظفة تجاوزت بتهديداتها حدود المعقول قرّر المدير مقاضاتها حتى تكف عن فعلها ، ويوم محاكمتها أقرّت بالفعل المنسوب إليها ، و كذا بالعلاقة التي جمعتها بمديرها ، و في محاولة من دفاعها إفادتها بأوسع ظروف التخفيف، أكدّ أن موكلته ضحية مجتمع و أنها مطلقة ، و كل ما أرادته ترسيم علاقتها مع من تزوجته عرفيا حفاظا على حقوقها ، خاصة و أنها تذوقت الطلاق في زواجها الأول، وكل ما ينجر عن أبغض الحلال . يخير صاحب مطبعة بين منحه 4 ملايير أو تصفية عائلته جسديا اهتدى شاب إلى طريقة تمكّنه الانتقام من صاحب مطبعة كان قد طرده من العمل في شركته ، فخطط رفقة صهره في طريقة تنفيذها ، ليقوم الاثنان بالاتصال بصاحب المطبعة ، مدعيان انتمائهما إلى جماعة إرهابية ، و طالباه بفدية قدرها 4 ملايير سنتيم ، و إن قوبل طلبهما بالرفض فإنهما سيلجآن إلى التصفية الجسدية لأفراد عائلته ، لكن مصالح الأمن كانت لهما بالمرصاد و أخفقت عمليتهما الإجرامية المدبرة . تحركت القضية بشكوى أودعها الضحية حسين لدى مصالح الأمن ، مفادها تعرضه للتهديد بالتصفية الجسدية له و لأفراد عائلته من طرف مجهول عبر الهاتف ، طالبه من خلالها بمنحه أربع ملايير سنتيم، هذا بعدما أكد الفاعل انتمائه إلى الجماعة السلفية للدعوى والقتال بتيزي وزو . وعلى اثر الشكوى المقدمة من طرف الضحية قامت عناصر الأمن بفتح تحقيق معمق ، انطلق بوضع هاتف الضحية تحت المراقبة، حيث قام هذا الأخير بالتواعد مع المتهم لتقديم الملايير التي طلبها منه ، غير أن المتهم تخلف في المرة الأولى عن الموعد ، بعد اكتشافه للكمين الذي نصبه عناصر الشرطة على إثر تبليغ من الضحية، كما توصلت عناصر الشرطة إلى فك أحد شفرات القضية والمتمثلة في المكالمات التي كان يستقبلها الضحية ، والتي كان مصدرها هاتف عمومي بمنطقة عزازقة الواقعة بمدينة تيزي وزو . ورغم اكتشاف المتهم أنه يخضع للمراقبة الأمنية، إلاّ أنه عاود الاتصال بضحيته ، ليضرب له هذه المرة موعد آخر بمنطقة عزازقة، وبتعليمات من طرف الشرطة تحجج الضحية بأنه لا يمكنه الذهاب إلى عزازقة، لأنه لا يعرف المنطقة جيدا، مقترحا عليه أن يلتقيا بالجزائر العاصمة ، ومن جهته المتهم وافق على الالتقاء بالعاصمة، حيث حدد له موعدا لاستلام المبلغ المتفق عليه بأحد المستودعات القريبة من مقام الشهيد ،من جهتها كانت مصالح الأمن قد حاصرت المكان ، حيث تم إلقاء القبض عليه في بلدية بلكور، وبتفتيش هاتفه تبين أنه الشخص المطلوب قبل أن يعترف بالتهم المنسوبة إليه. وقد صرح المتهم أثناء استجوابه من طرف الضبطية القضائية ، أن الرأس المدبر لهذه العملية هو شخص تربطه به علاقة مصاهرة يدعى "ب، ح" ، و الذي كان يشتغل عند الضحية سابقا ، و أراد الانتقام من الضحية بعد طرده من العمل لاكتشافه أنه قام بسرقة مبلغ 200 مليون سنتيم، حيث وحسب الضحية خلال جلسة المحاكمة فقد أكد أنه كان قد أعطى أحد السائقين المبلغ السالف الذكر من أجل أخذه إلى عنابة لأحد شركائه ، وقد قام المتهم "ب ،ح " باستبدال علبة المبلغ المالي بعلبة مليئة بالحجارة ، وقد تبين بعد التحقيقات في القضية أن هذا الأخير هو الفاعل ، حيث اعترف بما اقترفه ليطرده رب العمل بعيدا عن شركته ، وهو الأمر الذي أدى به إلى محاولة الانتقام .