رحلة العشرة أيام من التفان في تقديم الأحسن و تفجير الطاقات الإبداعية المسرحية، انتهت أمس بالإعلان عن نتائج المتوجين بجوائز المهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي فسح المجال طيلة عشرة أيام لمختلف التعاونيات والجمعيات للتنافس والسعي لإعطاء الأجود فوق خشبة باشطارزي التي دونت تاريخ الدورة الثامنة و سجلت لحظات فرحة المتوجين بجوائزها، ملخصين في كل من "وهيبة بعلي" التي نالت جائزة أحسن أداء نسوي واعد، في مسرحية "نجمة" للمسرح الوطني، فيما عادت جائزة أحسن أداء رجالي واعد، لمحمد الطاهر الزاوي، تسلمها بالنيابة مدير المسرح الجهوي لأم البواقي لطفي بن سبع، أما عن أحسن أداء نسائي جماعي، فقد عادت جائزته للممثلة "ليديا لعريني"، و فاز بودشيش بوحجر بجائزة أحسن أداء رجالي، فيما حصل الفنان عبد العزيز يوسفي بجائزة أحسن إبداع موسيقي، وعادت جائزة أحسن نص" لأحمد حمومي"، أما عن أحسن سينوغرافيا فقد حصد الجائزة "يحي بن عمار"، و كانت جائزة لجنة التحكيم من نصيب الجمعية الثقافية "كاتب ياسين" سيدي بلعباس بمسرحية ما تبقى من الوقت، أما جائزة أحسن إخراج، فكانت لصالح أحمد بن عيسى، لتعود جائزة أحسن عرض متكامل للمسرح الجهوي معسكر بمسرحية "ذكرى من الألزاس". حفل الإختتام الذي نشطته الأركسترا السيمفونية الوطني بعزفها لباقة من روائع الفن و التراث الجزائري، "لله يا حمامي" "قسما ما ننساك يا بلادي" افتتحت الحفل بالنشيد الوطني تزامنا و أجواء احتفالات خمسينية الإستقلال التي طبعت مختلف المحافل و النشاطات الثقافية، كان من بينها المهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي أختتم سهرة أمس و بعد الإعلان عن نتائج المتوجين، بجملة من التوصيات اقترحتها لجنة التحكيم، تلتها الدكتورة جميلة مصطفى الزقاي، معتبرة إياها ضرورية لتطوير المهرجان في المستقبل والارتقاء به من أجل ديمومته، حيث حبذت اللجنة لو أن الاحتفاء بالذكرى الخمسين للاستقلال مسرحيا تم من خلال الحفر في ماهية هذا الاستقلال بعد مرور خمسين سنة لاستنطاق كتابة جديدة وأفكار بكر بعيدا عن السذاجة والسطحية في تناول الصراع الأزلي فيما بين المستعمر والشعب الجزائري، ودعت إلى العمل على تشكيل لجنة متخصصة لانتقاء العروض المشاركة بالمهرجان بخاصة بعدما تزايد عدد المسارح الجهوية ، على ألا تتم الموافقة إلا على الأعمال التي عرضت تكرارا وأكثر من مرة، مع الإعراض عن تلك التي تقدم عرضها الشرفي خلال المهرجان، وعلى ألا يزيد عدد العروض المتنافسة عن عشرة (10) استنادا إلى التصفيات فيما بين كل الجهات الممارسة احترافيا، و فسح مجال أوسع خلال المهرجان لمشاركة الفرق الوطنية التي لم يتسنى لها أن ترشح لتقدم أعمالها خارج المنافسة، حرصا على تدعيم احتكاك الممارسين المحترفين وتبادل التجارب والخبرات فيما بينهم، مثمنة بالحضور الفعال للجمهور المسرحي الذي توافد بشكل كبير على فضاءات العروض، كما اقترحت اللجنة إقامة ندوات تطبيقية نقدية عقب نهاية كل عرض بدون حضور لجنة التحكيم لمناقشة الأعمال المسرحية حتى تتحول هذه المناقشات النقدية إلى ورشات تكوينية فاعلة، مع إقامة وترسيم الورشات المسرحية على مستوى المسارح الجهوية للاستفادة من خبرات وتجارب المؤطرين محليين كانوا أو دوليين ليفسح المجال أمام الطاقات الشابة لتعميق معارفها والتمكن من الإطلاع على وتيرة تطور تقنيات مهن العرض المسرحي لتدعيم مهاراتهم وصقلها، كما تم دعوة محافظة المهرجان إلى التفكير في مسألة خلق سوق لتوزيع منتوجها الفني، وذلك بدعوة المؤسسات التي من تقاليدها برمجة الأعمال الفنية، دعما للإبداع المسرحي بالجزائر. مليكة.