قالت مصادر عليمة أمس إن الجزائر تراقب عن كثب محاولات التدخل الأجنبية في منطقة الساحل من قبل عدة أطراف أجنبية تسعى لإستغلال الفراغ الأمني في منطقة الساحل الإفريقي من أجل التأثير على حكومات البلدان المشكلة لدول الساحل، وتوجد الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبعض القوى الأخرى في منافسة قوية للسيطرة على قرارات هذه الدول من خلال عروض التدخلات العسكرية، غير أن وجود قوى مثل الجزائر وليبيا وكذا التنسيق الحاصل بين حكومات مالي وموريتانيا والسنغال والنيجر من شانها أن تحد هذا التدخل في المستقبل. هذا وأكّد مسؤول أميركي أن بلاده لا تشارك مباشرة في جهود التصدي لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بل تقدّم مساعدات - تتضمن معلومات استخباراتية - لدول المنطقة في جهودها لمكافحة هذا التنظيم. وقال جيسون سمول، نائب مدير مكتب غرب إفريقيا في وزارة الخارجية الأميركية، إنه بلاده تشعر بالقلق لاحتمال وجود تحالف بين فرع القاعدة المغاربي ومنظمات تهريب المخدرات، لكنه أقر بأنه لا يملك دليلاً جازماً على وجود مثل هذا التحالف. وقال سمول إن ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يمثّل تهديداً فعلياً لدول الساحل الأفريقي على رغم أن قيادته لا تزال متمركزة في الجزائر. وأوضح: يجب أن ننظر إلى كيف تنظر دول المنطقة نفسها إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي، إن أيديولوجية «القاعدة» وتكتيكاتها لا تشترك فيها الغالبية العظمى من شعوب المنطقة حيث ينشط هذا التنظيم الذي يمثّل في الواقع حالة شاذة وليس موضع ترحيب. وفي الواقع، هناك جهود تقوم بها دول المنطقة لاحتواء قدرة التنظيم على العمل، ونحن من جهتنا نأخذ نشاطات القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي في شكل جدي جداً، فقد خطف رهائن ونفّذ عمليات إرهابية". وأقر بأن التنظيم في وضعه الحالي لا يمثّل تهديداً لحكومات المنطقة. وقال: إذا نظرنا إلى رد فعل دول المنطقة نفسها فإننا نعرف أنها تأخذ التهديد الذي يمثّله التنظيم في شكل جدي. لكنني لم أسمع أحداً (من قادة المنطقة) يقول إن التنظيم يمثّل تهديداً للحكومات نفسها، غير أن الإرهاب يمثّل تهديداً لنا جميعاً، وعلى هذا الأساس فإننا نعمل في شراكة للتصدي لمثل هذا النوع من التهديدات". هذا ومن المنتظر أن تحتضن باماكوالمالية اجتماعا جديدا لرؤساء القوات المسلحة لدول الساحل خلال الشهر الداخل من أجل عرض آخر المستجدات الحاصلة في المنطقة.