نظم أول أمس بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالعاصمة وبإشراف من وزيرة الثقافة خليدة تومي عرض للأزياء حمل عنوان عبير المسك " ريحة المسك " حضره عدد من الوزراء كسعاد بن جاب الله و السفراء مثل سفراء إيران والصين والنمسا ،. فقد عاش الحاضرون وتمتعوا بأجواء جميلة من الألوان والأشكال التي عادت بالذاكرة إلى الزمن العاصمي الأثيل والجميل، من خلال عرض بدأ بالحايك على مختلف صنوفه وألوانه وأشكاله ، الكاراكو ، القويط ، السروال المدور ، وسروال الشلقة ، صيغت تفاصيله من أنواع الساتان والموسلين ، وأقمشة الحرير الزاهي والراقي ، مع تقديم خمسة أنواع من فساتين العروس الجزائرية التي مثلت مختلف مناطق الجزائر الشاوية والقبائلية والوهراينة والصحراوية والعاصمية طبعا. وأجمل ما تم ملاحظته هوذلك الكم الهائل من القماش الذي صممت به اللباس التقليدي الذي يعطي للمرأة أبهة وسترا خلافا لتلك الألبسة المبتدلة . للعلم فإن مصصمة المعرض فتيحة انطلقت في فن الخياطة منذ 1959 ، فقدت عشقت هذا الفن منذ أمد وزمن بعيد وخصوصا الزي التقليدي فقررت جاهدة لترسيخه وتجميله ، فوضعت منذ بزوغ فجر الاستقلال بصمتها الخاصة التي وسمت جل أعمالها الإبداعية ،بالخياطة الرفيعة التي عرفت بها منذ ذلك العهد " نسيلة الإبداع " . اجتهدت نسيلة بدون تردد في البحث والتقصي في تنوع وثراء التراث الجزائري الأصيل واستعانت بما وجدته أمانها من إمكانات من أجل الوصول إلى مبتغاها ، أبدعت نسيلة منذ خمسين سنة في البحث في الأشكال وأنواع الأقمشة والأنسجة وفي ألوان الزي التقليدي المزركشة مثل ألوان الطيف ، فقامت بدمج الأناقة الأصيلة بالحركة العصرية المنعشة التي يفرضها الراهن.ظلت فتيحة السفيرة وهي المصممة الراقية والخياطة والحائكة الرفيعة التي تعدت شهرتها خارج الحدود بفضل تصاميمها الفريدة وإبداعاتها الجديدة ، عرضت في أكبر مدن العالم باريس حيث عرضت أزياءها كأول جزائرية في رواقات اللوفر ،عرضت بنيويورك و واشنطن والقاهرة وأغلب العواصم العربية . أصبحت فتيحة عميدة فن تصميم وحياكة الأزياء التقليدية منذ ربع قرن بلا منازع ترافقها دوما ابنتها التي يبدو أنها الوريثة الحقيقية في عائلتها ،لقد أعطت الوالدة اسم العرض باسم ابنتها نسيلة ،وهي تحتفل بخمسين سنة من العطاء المتواصل في ذكرى خمسينية استرجاع السيادة الوطنية .