أعلنت الشرطة الفيدرالية الكندية أن الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مختار بلمختار، ملاحق في كندا لدوره في عملية خطف اثنين من الدبلوماسيين الكنديين قبل 5 سنوات، وتعود القضية إلى ديسمبر 2008، عندما خطف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في غرب نيامي الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في النيجر، روبرت فولير وزميله لويس غواي، وبعد أكثر من 4 أشهر في الأسر لدى التنظيم المتطرف، أطلق سراحهما بفضل وساطة لدى بلمختار قام بها مفاوض مالي وقالت المتحدثة باسم الشرطة الفيدرالية الكندية، لورانس تروتييه: «إن الحرس الملكي في كندا، وبعد تحقيق معمق، وجه اتهامات إلى بلمختار، وعمر ولد همهات، بموجب القانون الجنائي في كندا، وذلك بتهمة خطف كنديين اثنين في النيجر عام 2008»، من ناحيتها ذكرت صحيفة «غلوب اند ميل» أن الرجلين ملاحقان بتهمة خطف رهائن بهدف تمويل الإرهاب. من جهتها قالت جريدة الإيكونومست البريطانية إن مختار بلمختار يعتبر المتمرد البارز في الجزائر ويده غارقة في دماء الأبرياء ويعتبر بلمختار شبكة من الحركات الجهادية التي تنتشر عبر الحدود في المنطقة الصحراوية، مضيفة أن بلمختار عاش في أفغانستان في الثمانينيات، ثم قاد وحدة من الجماعة الإسلامية المسلحة "GIA" خلال الحرب الأهلية في الجزائر في التسعينيات، ودعا تلك المجموعة نفسها لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأضافت الصحيفة أن بلمختار كان أحد قادته الرئيسيين، وكان يختبئ في المنطقة الحدودية النائية في الجزائر، ولاسيما من خلال سيطرته على التهريب عبر الحدود، وقال إنه حصل على الكثير من الأموال حتى لقب ب مارلبورو. وأشارت الإيكونومست إلى أن وسائل الإعلام الجزائرية كانت دائما تكتب عن مشاحنات بين بلمختار الذي كان يتفاخر بقربه من تنظيم القاعدة في التسعينيات وبين زعيم التنظيم الجزائري عبد الملك دروكدال حتى اتسع الصدع بينهما. وكان دروكدال يتحصن بالصحراء في الجبال، وكان المقاتلون تحت قيادته المباشرة دائما يدونون بالفديو على النت هجماتهم، حيث قالوا إنهم أمضوا حربا مفتوحة ضد النظام الجزائري 20عاما "، لكن نفوذ دروكدال قد تراجع، بل نادرا ما كان يتواصل مع رجالة إلكترونيا في جنوب البلاد أو خارجها، وقال العام الماضي كانت طليعة الحملة الجهادية في مالي، وقال إن المنطقة تحت إمرته إلا أنه تم اكتشافها مؤخرا ونشرت القوات الفرنسية هجوما على مقاتليه وتم خروجهم من تمبكتو في شمال مالي. كما ذكرت الجريدة أن بلمختار وغيره من القادة الذين حاربوا في مالي العام الماضي أصبحوا أقرب إلى الجماعات الجهادية من تونس وليبيا، والتي تعمل بشكل أكثر صراحة منذ تم الإطاحة بقاداتهم قبل عامين بعد ما سمى بالربيع العربي، وتولى بلمختار مسئوليتها في الهجوم على النفط والغاز في جنوب شرق الجزائر في يناير الماضي، وهو الفعل الذي فسره البعض على أنه تحد لقيادة دروكدال. وتابعت الجريدة أن بلمختار أقام صلة مع بوكو حرام في شمال نيجيريا وأيضا في الصومال، ويقال إنه كان وراء تفجيرين في النيجر الشهر الماضي، وعرضت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً 5 ملايين دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى إلقاء القبض على بلمختار ولكن اعتبرت الولاياتالمتحدة أن دروكدال لا يستحق الذكر أو الخوف من أفعاله.