يسعى الملتقى الوطني الذي ستنظمه جامعة بمستغانم في الفترة الممتدة بين الثاني عشر و الثالث عشر من نوفمبر المقبل، إن إلى الكشف عن المناهج و الطروحات الجديدة التي تؤدي إلى استيعاب جديد لمعطيات النص القرآني في أساليب إبلاغه ووجوه إعجازه التي تجعل منه عطاء لا ينفذ ومعينا لا ينضب، من خلال جملة المحاور التي سيتطرق إليها الدكاترة المحاضرين بالشرح و التفصيل والتي لن تخرج عن الأبعاد اللغوية للإعجاز القرآني. ذلك النّص المقدّس الذي قدّم التبليغ الإلهي بأسلوب، لا نظير له ، أعجز البلغاء والفصحاء ، فجاء نسيجه اللغوي معجزًا، تحدّى كل من سمعه بأن يأتي بسورة من مثله، ولمّا كان نسيج النص القرآني راقيًا معجزًا ببلاغته، مع ما حفّ به، فقد اتسم بثراء دلالي لا مثيل له، ولاسيما بعد أن تطورت الحياة وازداد الاحتكاك بالأمم الأخرى، فقد أسهم التطور الحضاري الذي عرفه المسلمون في شتى العلوم ومناحي الحياة في نمو هذا الثراء الدلالي لآيات الذكر الحكيم، فكلما ازداد الاحتكاك بالثقافات الأخرى، كان تلقي النص القرآني بحاجة إلى قراءة تستوعب متغيرات الواقع بمختلف ألوانه، ولما أخذ الدرس التفسيري يتطور ويتعمق مع مرور الأيام، فقد استوجب مراعاة الإشارات اللسانية والنحوية والصرفية والبلاغية والنظمية في تفسير كتاب الله لمقاربة الدلالة المنوطة به، و لهذا جاء الملتقى الوطني هذا ليتطرق عبر محاوره إلى التفسير من خلال النشأة و الأصول، مناهج التفسير التراثية في بيان الإعجاز القرآني، و مناهج التفسير الحديثة والمعاصرة في بيان الإعجاز القرآني، هذا بهدف التعرف على أحدث المناهج المتداولة في العالمين العربي والإسلامي لتفسير القرآن الكريم في ضوء منجزات التراث والعلوم الإنسانية المعاصرة ، والكشف عن وجوه الإعجاز المختلفة المتصلة بطبيعة الإبلاغ القرآني للحقائق والمضامين في ضوء جهود القدامى والمعاصرين، وكذا تربية ملكة التذوق الجمالي لبلاغة القرآن الكريم عند جمهور الطلبة والدارسين .