يتناول كتاب ''اثر التخريجات الدلالية في فقه الخطاب القرآني'' الصادر مؤخرا عن الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، جانبا مهما لدى علماء التفسير والتأويل الذين جعلوا الإعراب والتخريجات الإعرابية آلية هامة من آليات التوجيه المعنوي للنص القرآني. حيث يركز مؤلف الكتاب ''عرابي أحمد'' ضمن مؤلفه الذي يقع في 254 صفحة على بيان الاسرار التي توحي بها الكلمة القرآنية ذات التقلبات الإعرابية. ويقسم عرابي علم الدلالة إلى مستويات ومن بينها المستوى التركيبي الذي وجدوا فيه الإعراب من أقوى القرائن في التعبير الدلالي، كما يلقي الكتاب الضوء على الصلة القائمة بين النص القرآني والتخريجات الإعرابية. كما يتناول الكتاب الذي يقدمه الباحث عرابي ''في حجم متوسط بعض الآليات اللغوية مبينا كيف أطرها علماء التراث من مفسرين وعلماء وكلام وأصوليين أثناء تناولهم للنص القرآني تأويلا او تفسيرا، مع التركيز على ست نقاط هي: ضبط دلالة الألفاظ، التعدد في الدلالة اللفظية، ضبط دلالة التراكيب، اثر القراءات في التاويل، دلالة السياق، دلالة النص او التناص. وقد أطر الكاتب بحثه في دائرة علم النحو والصرف ودلالة الصوت وهي أدوات قرائية أساسية في فهم النص وضبط مقاصده لدى كل من الناقد والمؤول والمفسر والمجتهد والمشرع، حيث ركز الكاتب على التميز في مراعاة الدقة والعمق في تاطير القاعدة النحوية والصيغ الصرفية واثرها في تحليل الخطاب القرآني عند علماء التراث. ليخلص إلى نتائج مهمة في مقدمتها قضية في غاية الخطورة والاهمية وهي ان التراكيب اللغوية في تاويل القران لها جوانبها المتعددة في تقديم دراسة مبتكرة تفيد دراسات القدامى ونظريات التحدثين، ليضع امام القارئ الأسباب الدلالية التي ادت إلى التعددية القرانية للنص القرآني في تراثنا العظيم. ويقسم المؤلف بحثه إلى ثلاثة فصول جاء الأول تحت عنوان آليات التأويل وآثارها في تحليل النص، فيما يتناول ضمن الفصل الثاني آليات التأويل وأثارها في تحليل النص أما النص الثالث فحمل عنوان منهج علماء التأويل في فقه النص. والجدير بالذكر ان كتاب ''آثار التخريجات الدلالية'' لا يفوت التركيز على عدد من عمالقة الشاعرة خاصة منهم فخر الدين الرازي الذي نضج على يده المنهج الاشعري ونضج.