بدأت مخاوف الأحزاب السياسية تلوح في سماء مقراتها بشان الدخول الاجتماعي المقبل، الذي تتوقع أن يشوبه التوتر والاضطراب، وتوالي المخاض السياسي في أفق انتخابات رئاسية يكتنفها الغموض، نتيجة إصرار السلطة على عدم الكشف عن مرشحها، للمنافسة السياسية المصيرية المرتقبة في ربيع العام القادم. تتنبأ الطبقة الحزبية بان يكون الدخول الاجتماعي القادم الذي تفصلنا عنه أيام معدودة ساخنا وان تصاحبه التوترات والإضرابات والإبقاء على الارتباك السياسي، وتقر في نفس الوقت بعدم قدرة التيار المعارض على إطلاق مبادرات سياسية يمكن أن تشكل أداة للضغط على السلطة لجعل رئاسيات 2014، محطة بأتم معنى الكلمة للقطيعة مع احتكار صناعة رئيس الجمهورية. فالمتتبع للتطورات الحاصلة في شقها السياسي، يتوصل لا محالة لاكتشاف حقائق التحولات التي طرأت في المدة الأخيرة على الساحة السياسية حيث الأجندة الاجتماعية والسياسية تتحكم في الحراك السياسي وهذا قبل أشهر قليلة عن موعد الانتخابات الرئاسية التي انطلقت مسبقا التحضيرات المرتبطة بها خاصة لدى الطبقة السياسية، ورغم عدم اتضاح الرؤيا بخصوصها وحالة الارتباك التي تبدوعليها السلطة، إلا أن الأخيرة مازالت تملك زمام المبادرة في توقيت رفع الجمود عن الحراك السياسي تجاه رئاسيات افريل من العام القادم، أو أي موعد انتخابي مقبل. وفي هذا الصدد، يقول رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، الذي أعلن عن ترشحه للرئاسيات المقبلة بعد أن نال تزكية المجلس الوطني لحزبه في الدورة الأخيرة، أن أحزاب المعارضة لا تعول على السلطة في إحداث التغيير على المدى القريب، بدليل أن هذه الأخيرة ترفض التجاوب مع مبادرات المعارضة، أو الإصغاء إلى وجهة النظر الأخرى، وقال تواتي إن عدم التعاطي الايجابي للسلطة مع مبادرات المعارضة يحتم علينا أن نعتمد على الأحزاب الجادة في بلورة مبادرة من شانها أن تضفي حيوية سياسية في الساحة وتكون بمثابة وسيلة للضغط على السلطة لدفعها للتوجه إلى انتخابات رئاسية نزيهة وديمقراطية تختلف عن سابقاتها. وذكر رئيس " الأفانا" إن الارهاصات التي تمر بها الجزائر من ركود سياسي وغيلان اجتماعي في حال استمرارها ستدفعنا إلى حالة من الفوضى التي تنبذها الأمة الجزائرية لذلك فان المعارضة مجبرة على تحمل مسؤولياتها، ولأجل ذلك سندفع مع شركائنا في اتجاه مبادرات سياسية ضاغطة على السلطة وعدم التفريط في هذه الفرصة لإحداث انتخابات رئاسية تنقل الجزائر إلى بر الأمان والاستقرار. من جهته، يعتقد رئيس حزب عهد 54، علي فوزي رباعين، إن غليان الجبهة الاجتماعية التي بدأت مؤشراتها تبرز للعيان قبيل الدخول الاجتماعي منها ما هو مرتبط باحتجاجات الشباب خاصة في الولايات الجنوبية، ومنها ما هوعلى صلة بقطاعات الصحة والتربية وتسابق الانتخابات الرئاسية، قد تتحول جميعها إلى حالة فوضى تنعكس سلبا على استقرارنا، وحسب على فوزي رباعين الذي ينتظر انعقاد دورة المجلس الوطني لحزبه خلال الأيام القادمة لإعلان ترشحه للرئاسيات القادمة أو عكس ذلك فإننا مقبلون على أزمة لا تملك فيها السلطة مبادرة الحل، ولا تملك فيها المعارضة قوة التغيير، وبالتالي تتأزم وضعية المجتمع أكثر. وتحدث رباعين عن المفارقة التي قال عنها أنها تكمن في مقابل سلطة مصرة على سياستها برغم حالة الشلل التي تشهدها دواليب الدولة منذ أواخر أفريل بسبب مرض رئيس الجمهورية، توجد معارضة عجزت عن إطلاق مبادرة استحسنتها السلطة ولا تملك القدرة على الفعل السياسي، وأفاد أن المعارضة كل ما يهمها هو الوصول إلى السلطة وليس السعي إلى إحداث التغيير. بدوره يرى القيادي في حركة مجتمع السلم، نعمان لعور، إنما هو ثابت من توقعات سياسية ممكنة في الجزائر، هوأن البلاد في أفق دخول اجتماعي متوتر في عديد القطاعات، وبصدد دخول سياسي ساخن بسبب الرئاسيات المقبلة، التي تجري في ظروف استثنائية.