تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها الجزائر العاصمة مؤخرا في حدوث سيول كادت أن تغرق الشاليهات المتواجدة بحي بوبصيلة ببلدية بوروبة، ما جعل العائلات القاطنة فيها تهدد بالعودة إلى الاحتجاج بقطع الطريق وحرق العجلات المطاطية أو الاعتصام أمام المقاطعة الإدارية للتعبير عن غضبها مما أسمته بتجاهل السلطات المحلية لها لسبع سنوات خلت، متسائلة عن صحة الوعود التي مفادها الاستفادة القريبة من المخطط الإستعجالي المقرر تنفيذه من والي العاصمة، وترحيها إلى سكنات اجتماعية لائقة، وفي سياق ذي صلة، أكدت العائلات للجزائر الجديدة أثناء الزيارة الميدانية التي قادتها إلى الشاليهات أنهم قد عاشوا مؤخرا وككل مرة معاناة كبيرة أثناء تهاطل الأمطار الغزيرة على المنطقة، هذه الأخيرة التي اخترقت وبسهولة السقف والجدران المهترئة لبناءاتهم الجاهزة، التي أضحت في حالة كارثية بعدما سكنوها مدة 7 سنوات، حيث لا تتوفر تلك الشاليهات على أدنى شروط الحياة من انعدام الغاز والكهرباء إلى الطرقات المهترئة التي تؤرق المارة ذهابا وإيابا، وهذا ما وقفنا عليه أثناء تواجدنا بالمنطقة، حيث تحولت ومع مرور السنين تلك الشاليهات وعلى حد تعبيرهم إلى مقابر، فأغلب المقيمين بها مصابون بأمراض مزمنة كالحساسية والربو والأمراض الجلدية، بالنظر إلى موقع الحي الذي يتوسط وادي الحراش والمفرغة العمومية لوادي السمار، فضلا عن تواجدها بالقرب من السكة الحديدية، وكذا المفرغة العمومية التي توجد بمحاذاتها من الجهة الشرقية إلى جانب الروائح الكريهة المنبعثة من الوادي والتي تتسبب بدورها في انتشار أمراض عديدة، مؤكدين أن تسربات مياه الأمطار عبر مختلف الشقوق والتصدعات قد أغرقت سكناتهم بالمياه لتتحول الأرضية إلى بحيرات، تبلل أثاثهم الذي يضطرون لإخراجه ليجف عندما يتحسن حل الطقس، وهو الواقع المر الذي ملت منه العائلات، حيث أكدت في هذا الصدد إحدى القاطنات أنه ما من فرق بين المبيت داخل الشاليه أو خارجه، فضلا عن ذلك فإن التنقل بين مختلف المسالك أضحى شبه مستحيلا، نظرا لبرك المياه والأوحال الموزعة في شتى الأرجاء، معيقة في ذلك حركة التنقل، وهو الواقع الذي يمكن أن يلحظه وللوهلة الأولى كل من يقصد تلك الشاليهات المهترئة. ومن هذا المنطلق، يجدد قاطنو شاليهات حي بوبصيلة ببلدية بوروبة نداءاتهم للجهات الوصية وعلى رأسها والي ولاية الجزائر، الإسراع في ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة، في إطار الظفر بحقهم في الإستفادة من البرنامج السكني الواعد والهادف للقضاء على السكنات الهشة والبيوت القصديرية بالعاصمة ومن ثم تخليصهم من حياة القهر والمعاناة في شاليهات باتت لا تصلح مطلقا للعيش الآدمي.