كشف سفير مصر لدى الجزائر، عز الدين فهمى، عن خلفيات الزيارة المفاجئة التي قادت نائب وزير الشؤون الخارجية المصري، علي حفني للجزائر الأسبوع المنصرم، وأوضح أن الموفد قدم طلبا للسلطات الجزائرية من أجل توظيف ثقلها في الاتحاد الإفريقي للوقوف مع السلطات الانقلابية. وذكر السفير المصري أن بلاده تأمل من السلطات الجزائرية مساعدتها للخروج من العزلة الدبلوماسية، التي وقعت فيها بعد الانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي المنتخب. وقال في تصريحات أدلى بها ل "وكالة أنباء الشرق الأوسط"، إن "مصر تعي جيدا ذلك ومن هناك كان إيفاد السفير علي حفني، نائب وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، إلى الجزائر يومي 12 و13 أوت الحالي، حيث أعطى لوزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي شرحا وافيا عن جميع الأوضاع المتعلقة بالمشهد السياسي في مصر لكي تتحرك الجزائر على ضوءها، وطلب منه دعم المطالب المصرية وتوضيح حقيقة الموقف المصري". ومعلوم أن الاتحاد الإفريقي كان أولى الهيئات الدولية التي تعاملت بصرامة مع السلطات الانقلابية في مصر، بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، حيث علقت عضوية مصر في هذه الهيئة، إلى غاية العودة عن الانقلاب وإعادة الشرعية لأصحابها. وأضاف السفير المصري معلقا على الهدف من زيارة المسؤول المصري للجزائر: "مع تعليق عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي، أصبحت الجزائر الدولة الوحيدة التي تمثل الشمال الأفريقي في مجلس السلم والأمن الأفريقي، ومن هنا كانت أهمية زيارة السفير علي حفني للجزائر". وتابع الدبلوماسي المصري: "الجزائر أجرت مشاورات مع الدول الأعضاء في مجلس السلم والأمن الإفريقي في الجلسة التي عقدت في اليوم التالي لمغادرة نائب وزير الخارجية للشؤون الأفريقية"، لافتا إلى أن تقرير اللجنة كان به العديد من العناصر الإيجابية إلى حد ما، غير أنه لم يشر إلى ما تم تحقيقه في هذا الاتجاه. وشدّد سفير مصر بالجزائر على أن مصر مازالت تعول على الموقف الجزائري ليس في الاتحاد الإفريقي فحسب، بل في محافل أخرى مثل الأممالمتحدة والجامعة العربية، غير أن ذلك يبدوعلى قدر من الصعوبة، بالنظر لإجماع المجموعة الدولية على عدم شرعية النظام القائم في مصر. واعترف السفير عز الدين فهمي بالعزلة الدولية التي ضربت على النظام الانقلابي في مصر قائلا:"يتضح جليا من وجود حملة منظمة من بعض الدول للتأثير على المسيرة المصرية وإخراجها من سياقها، بسبب الاتصالات التي تجريها جماعة الإخوان المسلمين، وبعض المحطات الفضائية أوالدول المغرضة التي تحاول تشويه صورة مصر، إلى جانب أن للجزائر تجربة سابقة مع الإرهاب، وهي تدرك جيدا كيف يمكن للإرهاب أن يعطل مسيرة الدول". وقد حرصت الجزائر كغيرها من العديد من الدول العربية، باستثناء الدول الخليجية التي لا تعترف بالديمقراطية نمطا للحكم، على عدم مساندة النظام الانقلابي في مصر، بحيث لم يصدر عنها أي بيان يدعم السلطة الجديدة في مصر، والتي ضاقت بها السبل، وخاصة مع اعتزام الاتحاد الأوربي اليوم الأربعاء حظر بيع السلاح لمصر.