أبدى السفير المصري في الجزائر عز الدين فهمي، ارتياحا كبيرا لما وصفه بالموقف الرسمي الجزائري الذي يتفهم الأحداث الجارية حاليا في مصر بعد الانقلاب العسكري الذي قام به الجيش المصري ضد الرئيس المعزول محمد مرسي. وأشار فهمي في تصريح نشرته وسائل إعلام مصرية، إلى أن "الجزائر تقوم بدور كبير في مساعدة مصر على مستوى المحافل الدولية والقارية، خصوصا في الاتحاد ومجلس الأمن والسلم الإفريقيين. وجاءت تصريحات السفير المصري قبل الزيارة التي قام بها علي الحفني نائب وزير الخارجية للشؤون الإفريقية إلى الجزائر يومي 12 و13 أوت الجاري، حيث أعطى لوزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي شرحا وافيا عن كافة الأوضاع المتعلقة بالمشهد السياسي فى مصر لكي تتحرك الجزائر على ضوئها وطلب منه دعم المطالب المصرية وتوضيح حقيقة الموقف المصري. وعلل فهمي سبب الاعتماد الكبير على الدور الجزائري في الوقت الراهن بأن تجميد عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، أصبحت الجزائر هي الدولة الكبرى الوحيدة في منطقة شمال إفريقيا، وتستطيع بالثقل الدبلوماسي الذي تملكه أن تساعد مصر على تجاوز العزلة التي تفرضها مؤسسات الاتحاد الإفريقي حاليا على القاهرة. وأشار السفير المصري إلى أن الجزائر بدأت فعلا جهودها في هذا الإطار، حيث قامت في اليوم الموالي لزيارة نائب وزير الخارجية، بالتشاور مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن والسلم الإفريقيين، محققة تقدما على هذا الصعيد. لكن فهمي أبدى انتظار السلطة المصرية الحالية في مصر المزيد من الدور الجزائري، حيث تعول عليها القاهرة كثيرا نتيجة العلاقات الطيبة التي تربطها بدول الاتحاد الإفريقي، وكذلك على المستوى الدولي في منظمة الأممالمتحدة، وحاول السفير المصري اللعب على وتر تجارب الجزائر الأمنية في العشرية السوداء، قائلا "إن للجزائر تجربة سابقة مع الإرهاب وهي تدرك جيدا كيف يمكن للإرهاب أن يعطل مسيرة الدول". ولا يبدو تصريح السفير المصري منسجما مع الموقف الرسمي المعلن من طرف الجزائر منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، الذي فجر أزمة سياسية كبيرة في مصر، حيث كان دائما محايدا ولا يميل إلى جانب أي طرف من طرفي الأزمة، مع لازمة دائمة تدعو كل الأطراف في مصر إلى تبني الحلول السلمية، وعدم الانجرار خلف العنف. كما أن كل التحركات الجزائرية التي اعتبرها السفير فهمي مؤشرا على "تفهم" الجزائر للأحداث الجارية حاليا في مصر، لا يمكن تصنيفها بأنها وقوف إلى جانب العسكر الحاكمين حاليا بقدر ماهي جهود دبلوماسية تحاول تجنيب مصر الدخول في هاوية الحرب الأهلية، خصوصا أن الجزائر مشهورة بدبلوماسيتها التي لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، خصوصا في الدول التي تربطها بها علاقات كبيرة وتاريخية مثل مصر، حيث تركز على تحقيق التوافق السلمي بين أطراف الأزمة من دون الاصطفاف خلف أي طرف.