وصف الكاتب والمترجم الدكتور محمد ساري، نفسه بالكاتب "الواقعي" لأنه يكتب انطلاقا من المجتمع، كما أن مهمة الروائي تتمثل في إمتاع القارئ بجعله يسافر مع العمل الأدبي الذي يخاطب العاطفة والوجدان. وأوضح محمد ساري على هامش ندوة صحفية نظمتها جمعية "نوافذ ثقافية" حملت عنوان "تجرية الكتابة الروائية عند محمد ساري"، أنه ليس نرجسيا يكتب عن نفسه أو عائلته، مضيفا أنه يكتب عن المجتمع الذي يجب أن تكون لنا آذان صاغية حوله حتى نكتب عنه بنوع من الموضوعية، فمن السهل الكتابة عن ذواتنا، لكن الكتابة عن الواقع وإن كان فيها خيال تكون ممتعة. وواصل الدكتور، بأن كتابة الرواية تتطلب شروط معينة من وصف، سرد، وصراع وغيرها، فلكل حكاية راو لها، لذلك يجب ايفاؤها حقها حتى تكون كتابة في مستوى العصر المعاش وليست نصا بسيطا يمكن أن يكتبه أي شخص. وأشار ساري، إلى أن الرواية لو تتحول إلى شخصيات نمطية لن تكون ممتعة، فهي التي تعطي ميزان الحياة الحقيقي كما أنها تعلم الانسان الحقيقي. وتابع المترجم، أنه تجربته مع الكتابة قديمة حيث بدأها مذ كان في المتوسطة، وعندما اكتشف ميوله الأدبية قرر الانتقال من قسم الرياضيات في الثانوية إلى القسم الأدبي. وقال ساري، أنه في الصغر اعتمد على الأحاديث الأسرية حيث لم تتوفر آنذاك الوسائل الموجودة الآن على غرار التلفزيون، فاجتماع العائلة عادة ما يكون أمام الموقد حيث يحكي الرجال عن ثورة التحرير، وتحكي النساء عن الخرافات والأساطير القديمة. وأضاف ساري في السياق ذاته، أن المكتبة كانت أهم شيء آنذاك خاصة وأنها احتوت على مختلف الكتب والمجلات، ما ساعد على التكوين العام بالنسبة للتلاميذ والطلبة. وفي سياق منفصل، وصف الدكتور ذاته اللغة العربية ب "المتأخرة" على مستوى البحث العلمي والإنتاج، وأيضا متأخرة عن استيعاب الفلسفة المعاصرة التي استحدثت مصطلحات وأفكار جديدة، مؤكدا أن تطوير اللغة العربية يكون بالترجمة للأعمال الحديثة التي تواكب المستقبل. وفي مداخلته وصف الناقد ابراهيم صحراوي رواية "القلاع المتكائلة" لكاتبها محمد ساري، بإعادة كتابة لروايته "الورم"، من حيث الحقبة الزمنية التي تتحدث عن فترة الإرهاب في الجزائر خلال التسعينيات، وأيضا من خلال الوجه العام، والشخصيات النموذجية. وأضاف صحراوي أن الرواية قراءة لمرحلة تاريخية قريبة، حاول فيها ساري الوصول لوعي وفق وجهة نظر قد لا تكون موافقة لجميع الأطراف، معتبرا "القلاع المتكائلة" من أحسن روايات محمد ساري وأكثرها دقة وتنظيما، كما جهد الكاتب كان واضحا في اللغة التي بدت جميلة.زينب بن سعيد