قال مدير الأوركيسترا السيمفونية الوطنية "عبد القادر بوعزارة" أن سنة 2013 كانت مميزة بالعمل الدؤوب، مبنية على أمرين أساسيين أولهما العلم، وثانيهما المعرفة، كان هدف ذلك العمل الدائم على تلبية رغبات الجمهور المتعطش لهذا اللون الراقي من الفنون، باعتبار أن الفن رسالة المشاعر و الأفكار، والشيء المؤكد أن عالما بلا موسيقى هو عالم بارد و باهت يعاني من الخواء الروحي، و الشيئ الجميل في كل هذا –يضيف- هو الرغبة في تعميم هذا الفن في كافة الولايات، حيث بدأت منذ سنة 2004 تلك الجولات الفنية الماراطونية الجميلة ، وهو ما يعتبر ميزة خاصة بالأوركيسترا الوطنية باعتبارها من الأوركيسترات القليلة في العالم التي صالت و جالت عبر كامل ترابها، هذا سعيا منها لإعطاء فرصة لكافة الولايات من أجل التعرف على هذا اللون الراقي من الفنون الذي يعد رسالة المشاعر و الأفكار، فالموسيقى يؤكد أنها لغة البشرية جمعاء، بها تستطيع كل الأجناس أن تتبادل المشاعر والعواطف وأن العالم بلا موسيقى هو عالم بارد ، و لأن الأوركسترا السيمفونية الوطنية –يقول- بمثابة مشتلة تجمع أولئك الشباب المولعين بهذا اللون الموسيقي ، فقد عملت ما بين سنة 2012 إلى 2013 و الجزائر تحي ذكرى استقلالها الخمسين، على التجوال خارج الوطن احتفالا بالمناسبة، بداية بأوكرانيا، ثم إسبانيا حيث قامت الأوركيسترا الوطنية بتدشين قاعة "دار المتوسط" بعدها تم التوجه نحو بلجيكا، ليكون شهر سبتمبر، شهر الموسيقى السيمفونية بامتياز، بمصادفته للطبعة الخامسة للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية التي استقطبت نحوها أكثر من 20 دولة، مثلت كافة القارات، حيث عاشت العاصمة و بعض الولايات على وقع معزوفات الروائع الموسيقية، مسجلة بذلك حدثا فنيتا تاريخيا، ترك صداه يتردد على مسامع كل من حضره، كما أبدى بوعزارة الذي لا يعرف الكلل ولا يخلد إلى الدعة استعداده للعمل أكثر في طبعة هذه السنة التي ستجري فعالياتها في ذات الفترة التي جرت فيها سابقتها الموافقة للثاني عشر من سبتمبر المقبل إلى غاية التاسع عشر منه، حتى يصبح الحدث بمثابة ملتقى دولي يفكر في حضوره كبار موسيقي العالم. إيمانه الكبير بنجاح الموسيقى الكلاسيكية في الجزائر و سعيه لتطوير الأوركسترا السيمفونية الوطنية وترقيتها، أشار عازف الكمان بالأوركيسترا إلى تلك الورشات التكوينية لاختيار أفضل العازفين الذين درسوا بطريقة أكاديمية، لأن الأوركيسترا يقول، تعتبر مشتلة و مدرسة لا يليق أن تشارك بها إلا من له باع و زاد فني و علمي و أكاديمي، و لأن الاوركيسترا الوطنية أصبحت اليوم تضاهي الأوركيسترات العالمية، فقد أكد محدثنا عزمه لمواصلة الجهد و المهام، مشيرا إلى صدور الألبوم المتكون من خمس "سيديهات" مكونة من روائع الموسيقى الجزائرية لكن بطابع سيمفوني، أي يمكن لكل موسيقي محترف أن يعزف هذه الموسيقى بكل طلاقة بعد أن أصبحت خالدة بتدوينها وكتابة نوطاتها الموسيقية، وهو ما اعتبره بوعزارة أكبر انجاز تحقق هذه السنة، التي ستعرف أيضا العديد من الحفلات و التي ستكون مقسمة إلى شطرين، منها ما هو كلاسيكي يحييها موسيقيون أجانب، و الآخر خاص بالموسيقى الجزائرية، بداية بحفلة يوم الخامس و العشرين من الشهر الجاري مع الفنان سمير تومي، تعقبها في ال13 من فيفري المقبل حفل مع قائد الأركيسترا الفرنسية، و يكون اللقاء مع قائد الاوركسيسترا الأوكرانية في مارس المقبل، الذي يليه في الشهر الموالي حفلا آخر مع قائد الأوركيسترا الروسية، لينظم حفلة شهر ماي قائد الأوركيسترا السوري، و من المرتقب أن يكون اللقاء مع قائد الاوركسيترا المصري في شهر جوان، هذا تأكيدا على أن الموسيقي الجزائري قادر على أن يظهر موهبته و أن يحطم الكثير من العقد و الطابوهات، و إثباتا كذلك على أن الموسيقى لغة البشرية جمعاء فيها تستطيع كل الأجناس أن تتبادل المشاعر و العواطف، كاشفا في حديثه عن وجود الكثير من الجولات المبرمجة خارج الوطن، كما تم برمجة جولات أخرى لفائدة طلبة الجامعات، يتم هذا عقب الانتهاء من التنقل نحو ولايتي اليزي و تندوف تكميلا للجولة الماراطونية التي اعتمدتها الأركيسترا السيمفونية الوطنية منذ سنة 2004، منوها في نهاية حديثه "للجزائر الجديدة" بالمرسوم التنفيذي الخاص بالفنان الذي خرج إلى النور بعد تسع سنوات، و الذي يعمل على إضفاء التغطية الاجتماعية للفنان الذي أصبحت له بهذا مرجعية بعد سنوات طويلة من النضال.