يتجه قطاع إنتاج الحليب بولاية تيزي وزو نحو مشاريع استثمارية رائدة بالنظر إلى الإمكانيات المتوفرة وطابع المنطقة على الرغم من النقائص المسجلة في الوسائل المتعلقة بآليات الدعم التي تبقى غير كافية لتفعيل الإستثمار الذي يطلب آليات عملية أخرى من طرف العاملين بالقطاع والمنتجين الذين لا يقدمون سوى 9 ملايين لترمن جملة 20 مليون لتر كقدرات إنتاجية للمنطقة التي لم تعد تكتفي حاجياتها، فقط بل توجّه منتوجها نحو الولايات الداخلية. وبحسب المعطيات المتوفرة الخاصة بالقطاع الإستثماري في إنتاج الحليب بمناطق الولاية، فإن القدرة الإنتاجية لازالت بعيدة عن الكميات المتوقعة بالنظر إلى جملة من الخصوصيات والإمكانيات المتفاوتة من منتج إلى فلاّح آخر بالمقارنة بالإنتاج الخاص ومن جهة أخرى بالمسؤولية الإنتاجية الوحيدة ذات الطابع العمومي الممثلة في وحدة الحليب ومشتقاته ببلدية ذراع بن خدة . هذه الكميات التي تنتج محليا عن طريق مسحوق ومنتوج الحليب الطازج للأبقار الذي يتأثر بالمناخ وتربية الحيوانات وإمكانيات المنتجين من جهة أخرى. وبالنظر إلى ذلك، فإن منتوج الولاية من الحليب يتوقف عند 13 ألف بقرة حلوب على مستوى الولاية منها 1200 بقرة فقط إنتاجها متصل بعملية الجمع والإشتراك فيها، حسب مسؤولي شعبة الحليب بالغرفة الفلاحية بتيزي وزو أنها تخضع إلى نظام صارم وتعليمات وزارة الفلاحة للإستثمار في هذا المنتوج ضمن تحديات الإقتصاد الذي يتجه نحو تلبية الطلبات بالولاية الى حوالي 98 بالمائة والولايات الأخرى التي تموّن من تيزي وزو عن طريق وحدة ذراع بن خدة وتيفرة بتيقزيرت وتيميزارت سيدي منصور . وبخصوص واقع الإنتاج حاليا فقد قدرته الجهات المعنية بما يفوق 4.7 ملايين وهي نسبة قليلة بنظر المنتجين لأن المنطقة بإمكانها توفير 25 مليون لتر سنويا، لكن تبقى بعض المعوقات التي تحدث عنها المنتجون وتتمثل في المصاريف المكلفة في توفير مادة العلف للبقرة الواحدة التي تستهلك ماقيمته 600 د.ج يوميا، فيما يصل إنتاج الحليب للبقرة الواحدة 16 لترا على الأكثر. هذه الوضعية جعلت عدد الفلاحين المختصين في الإنتاج والمتعاملين مع عملية الجمع التي يقوم بها المختصون في تناقص، ناهيك عن نقص المرابين خاصة بمنطقة تيميزارت وواقنون شرق ولاية تيزي وزو أما من جهة أخرى، فوحدة الحليب ومشتقاته المعروفة ب "تيفرا لي" بدائرة تيقزيرت بنوعية منتوجها المراقب من طرف مخبر يخضع للمقاسيس المعتمدة فإنتاجها اليومي يقدرب 90 ألف لتر، لكن تجاوزت هذه الأيام الكمية بفعل الطلب المتزايد، حيث وصلت النسبة الى 210 ألف لتر يوميا، وهو ما جعلها تغطي الولاية بنسبة 61 بالمائة. أما من زاوية أخرى، فإن إنتجاها من حليب البقرة فهو يتراوح بين 20و40 ألف لتر يوميا، ويتم تسويقه بمبلغ 30 د.ج، وهذا بعد إزالة المواد الدسمة منه يقول مدير الوحدة الذي حقّق قفزة نوعية وإستقرار على مستوى الوحدة بفضل تفاني العمال وتماسك الشريك الإجتماعي المتمثل في نقابة المؤسسة، حسب معاينتنا للوحدة التي دعمت عتادها لجمع الحليب من عند المنتجين والمربين بشاحنات صهاريج معدة خصيصا لهذه العملية. ومن زاوية الوحدة الإستثمارية الخاصة بتيميزارت ، فإن نشاطها تمثل في توزيع الأبقار على الفلاحين المنتجين وهذا ضمن عقود شراكة مع المتابعة الصحية من طرف أطباء تابعين للملبنة ، حيث نجحت في إنتاج ما يفوق 13 ألف لتر يوميا يتم توزيعه على ولايتي تيزي وزو وبجاية حسب المدير العام للملبنة الذي أكد لنا أن وحدته تجاوزت هذه الأيام ما نسبته 12.7 ألف لتير يوميا لتغطية الطلب كون عدة ولايات كثفت من ترددها على ولاية تيزي وزو لتزويد سكان مناطقها بمادة الحليب، في وقت أن الطاقة الحقيقية للوحدة تصل إلى 80 ألف لتر يوميا. هذا وعلمنا لدى مسؤولي هذه الوحدة أن برنامجها هو الوصول إلى 330 بقرة حلوب ضمن مشروع كبير.