"ماذا تنتظر القردة؟"، مؤلف جديد صدر مطلع الشهر الجاري، وقد أثار الجدل مؤخرا وتعرّض للانتقاد ويعود لكاتبه محمد مولسهول المثير هو الآخر للجدل والمعروف ب "ياسمينة خضرا". المؤلف خرج فيه كاتبه عن المألوف، حيث حبك فيه مؤامرة بوليسية مثيرة بنظرة ثاقبة للمجتمع الجزائري، لكن سرعان ما ندرك أن المؤامرة البوليسية ماهي سوى الواجهة المخفية لكتاب كبير يحلّل بعمق الحقائق للمجتمع الجزائري تخضع لنقاط قوة غير متصورة على غرار الفساد، الوصولية، سوء استعمال السلطة في جميع أشكالها، ولكنه أيضا مجتمع يعارض اليأس. ويعود ياسمينة خضرا لما يحبه بالجزائر، وقدّم من خلال "ماذا تنتظر القردة؟" بورتريه مظلم وضعيف ثقافيا. "مزينة بروعة، بشعر مرصّع برقاقات برّاقة، أيديها حمراء بالحناء إلى المعصمين مزينة برموز بربرية، وكأن الدراما التقطت في منتصف حفل الزفاف". تحكي الرواية عن طالبة يتمّ العثور عليها مقتولة بغابة باينام بالقرب من العاصمة، فتكلّف نورة بلال بإجراء التحقيق، التي ستحارب وحدها ضد الجميع من أجل كشف ملابسات الجريمة ضد رجال الظل، فهي ستواجه رجلا من الذين يسيطرون على الجزائر، رجل من هؤلاء الأغنياء جدا والمقتنعون بإفلاتهم من العقاب. "ماذا ينتظر القردة؟"، هو رحلة من خلال جزائر اليوم حيث الخير والشر يشعران بالضيق في الوحشية الطبيعية للرجال. ويكشف ياسمينة خضرا في هذا المؤلَّف الجانب المظلم من هذه الأمة وشعبها، هذا الجانب الذي شوّه هذا البلد الجميل، الجانب الجشع الذي لا يشبع عند أي شيء. يذكر أن ياسمينة خضرا قد تعرّض لانتقادات لاذعة الأسبوع المنصرم بعد إصداره لرواية "ماذا ينتظر القردة؟"، بحجة أنه وصف الجزائريين بالقردة وأنهم حمقى ولا يفهمون شيئا، وقد ترشح ياسمينة خضرا من الرئاسيات المقررة في 17 من الشهر الجاري لكنه لم يبلغ النصاب القانوني. ياسمينة خضرا ولد بتاريخ 10 جانفي 1955 بالقنادسة في ولاية بشار الجزائرية، وخلال فترة عمله في الجيش قام بإصدار روايات موقعة باسمه الحقيقي وذلك سنة 2000، وبعد 36 عاما من الخدمة يقرر ياسمينة خضرا اعتزال الحياة العسكرية والتفرغ للكتابة، ويستقر لاحقا مع أسرته في فرنسا. وتتطرق أفكار ياسمينة خضرا إلى مواضيع تهز أفكار الغربيين عن العالم العربي، حيث ينتقد الحماقات البشرية وثقافة العنف، ويتحدث عن جمال وسحر وطنه الأم الجزائر، ولكن أيضا عن الجنون الذي يكتسح كل مكان بفضل الخوف وبيع الضمائر متذرعا بالدين ومخلفا وراءه حمامات من الدم. زينب بن سعيد