أعاب رئيس حزب عهد 54، علي فوزي رباعين، على السلطة لجوئها إلى استعمال العنف لمواجهة احتجاجات المواطنين المرتبطة بمطالب اجتماعية مشروعة، يفترض تسويتها ومعالجتها قبل تفاقمها، وقال إن سياسة العنف التي "انتهجتها السلطة لمنع وقمع الاحتجاجات ستؤدي إلى الانفجار". وأفاد رباعين في ندوة صحفية نشطها أمس، بمقر حزبه في العاصمة، أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية عقب أحداث تقرت الجمعة الماضي، التي خلفت مقتل شابين وأزيد من عشرين جريحا، لا تشرف الدولة، وذكر أن مطالب المحتجين بتقرت مشروعة وحزبه يدعمها، وللأسف قوبلت تلك الاحتجاجات بالعنف من قبل السلطة، من خلال مواجهتها بالغازات المسيلة للدموع واستخدام الدخيرة الحية من طرف قوات مكافحة الشغب، وتوقع منشط الندوة الصحفية استمرار المظاهرات والاحتجاجات على خلفية الأحداث المؤلمة التي حصلت بمدينة تقرت بولاية ورقلة التي تعد أغنى ولاية في الجزائر، إلا أن سكان هذه الأخيرة يتخبطون في مشاكل اجتماعية لاحصر لها. وتساءل رباعين عن المعايير التي اعتمدتها الحكومة في تعويض الضحيتين في أحداث الجمعة الماضي بتقرت بمنح عائلتهما قيمة مالية ب100 مليون وسكن اجتماعي لكل واحدة؟ وأضاف متسائلا، إذا كان هذا هو حال المواطنين العاديين، فبكم ستقيم السلطة لو أن أحد الضحايا من أبناء الوزاراء؟. وانتقد رئيس حزب عهد 54 لجوء وزارة الداخلية إلى توقيف رئيسا الدائرة وأمن الدائرة بتقرت عن مهامها بعد ذات الاحتجاجات. واعتبر لجنة التحقيق التي نصبت لتقصي الحقائق حول تلك الأحداث لا جدوى منها، ومصيرها سيكون مشابها لمختلف اللجان السابقة التي قبرت ملفاتها ولم تظهر لحد الآن نتائجها. وخاطب رباعين عمار سعداني قائلا، من أنت حتى توقف الإشهار عن بعض الجرائد أو تمنع فتح تحقيق برلماني بخصوص توزيع الإشهار على المؤسسات الإعلامية، واعتبر أموال الإشهار ملكا للشعب وليس لسعداني أن يقرر مصير ذلك، وأعرب رباعين عن قلقه من تراجع أسعار المحروقات قائلا، إلى أين تتجه البلاد لو ينخفض سعر البترول إلى أقل من 70 دولار، بكل تأكيد سيتولد عن ذلك انفجار لن ينفع ولن يسلم منه شراء السلم الإجتماعي، وفي موضوع متصل، قال علي فوزي رباعين أن الرئيس بوتفليقة، ليس هو من يسير البلاد، بل مجموعة محدودة نافدة في السلطة. وبخصوص مبادرة الأفافاس، قال رباعين إن عموم الجزائريين يدركون أنها مشبوهة، وأنها مرتبطة بالتفاوض مع السلطة لتقاسم اللحم، ودعا قيادة جبهة القوى الإشتراكية إلى عدم التفاوض باسم الأحزاب للوصول إلى السلطة، وفيما يتعلق بمبادرة قوى المعارضة خاصة منها تنسيقية الانتقال الديمقراطي، فقد أبدى ذات المسؤول الحزبي ترحيبه ودعمه لها، قائلا كل مبادرة جزائرية خالصة تخدم البلاد ستجد التأييد والمساندة من قبل حزب 54، وطالب رباعين بتشكيل حكومة وحدة وطنية تتكون من مختلف الفعاليات الحزبية خاصة منها المعارضة، تتكفل بالتحضير لانتخابات تشريعية مسبقة، تكون نزيهة وشفافة، وطالب كذلك بمرحلة انتقالية لمدة سنة، وشدد على ضرورة منح وزارات سيادية لأحزاب المعارضة.