كشف رئيس الجمعية الوطنية لوقاية ومحاربة السيدا، ورئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى القطار الدكتور أحسن بوفنسية، عن إحصاء 1541 حالة سيدا مؤكدة بالجزائر، و7389 حالة أخرى حاملة لفيروس الايدز، منذ ظهور أولى الحالات بالجزائر في سنة 1985 إلى 30 سبتمبر 2014. ودق بوفنيسة لدى استضافته بفوروم المجاهد، أمس، ناقوس الخطر حول التزايد المخيف لهذا الداء في الجزائر خاصة وسط الأطفال، حيث تتكفل مصلحته بعلاج 200 طفل، كما تم تسجيل 1000 حالة لأشخاص مصابين بالسيدا خلال العام الجاري، إضافة إلى استقبال ثماني حالات جديدة شهريا لأطفال مصابين بهذا الداء، وأشار ذات المتحدث أنه تم إحصاء 25 حالة كل ثلاثة أشهر. كما بلغت نسبة 25 بالمائة من المصابين بداء السيدا نساء متزوجات، أي ما يعادل 250 امرأة عبر القطر الوطني، انفصلن عن أزواجهن بالطلاق، حيث قررت اللجنة الوطنية لمكافحة الداء أن تنتهج مستقبلا التحليل "السيستيماتكي" لدم المرأة المقبلة على الزواج أو المرأة الحامل، باعتبار ذلك حماية لحقوق الطفل من خلال تفادي انتقال العدوى إليه، خاصة وأن الجزائر أمضت على اتفاقية بلوغ الألفية التي تتضمن حماية الأمومة والطفولة. وفي سياق متصل، كشف رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة السيدا، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء السيدا، أن الجزائر تضم 9 مراكز للكشف السري والمجاني عن داء السيدا منتشرة عبر عدد من ولايات الوطن منها مركز عنابة، تمنراست، وهران، مركزي الجزائر العاصمة وهما مستشفى القطار والمستشفى العسكري. وفي تطرقه إلى طرق التوعية، دعا بوفنيسة إلى ضرورة تفعيل الجانب الاجتماعي في ظل نقص الوعي واللامبالاة، حيث يرى أن الممارسات غير شرعية للجنس تفتحت وبشكل مريب على العالم الخارجي، فيما مهدت التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي عبر الانترنت، ما جعل داء السيدا يجد مناخا للتطور في غياب الوعي القانوني والحس المدني، مشددا على ضرورة تضافر كل الجهود من فئات المجتمع للمساهمة في التوعية والتعريف بهذا الداء، خاصة وسائل الإعلام . وقال بوفنيسة إن الرقابة الأولى من هذا الداء ترجع للمواطن في حد ذاته، بمعرفته لحقوقه وبعدها تأتي الإجراءات الردعية في حالة إصابته بالفيروس عن طريق العدوى، حيث سخرت الجمعية منذ 2005 خلايا قانونية تتكفل بمتابعة المسؤول. واعترف بوفنيسة، أن الجمعية تعمل على التوعية لمكافحة المرض بإمكانيات جد محدودة لغياب سياسة رشيدة من طرف الدولة وفي ظل محدودية التكاليف الموجهة لمثل هذه الجمعيات. 3 إلى 4 حالات جديدة حاملة للفيروس يوميا ومن جهتها، تسجل المصالح الطبية للأمراض المعدية والأوبئة بمستشفيات الوطن يوميا مابين 3 إلى 4 حالات جديدة حاملة لفيروس السيدا، حيث تشير الأرقام والتقارير الرسمية للمخبر الوطني للكشف عن فيروس الايدز بمعهد باستور، عن إحصاء 1541 حالة مؤكدة بالجزائر، و7389 حالة أخرى حاملة لفيروس الايدز، وهذا منذ ظهور أولي الحالات بالجزائر في سنة 1985 إلى 30 سبتمبر 2014، وإحصاء في ظرف ثلاثة أشهر الأخيرة، 25 حالة مؤكدة و141 حاملة للفيروس، الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر، بعد تزايد عدد الحالات وغياب الدواء يأتي ذلك تزامنا واليوم العالمي لمكافحة المرض. العاصمة وولايات الجنوب في الصدارة وسجلت الأرقام للمخبر الوطني للكشف عن فيروس السيدا، عن تصدر ولاية الجزائر ريادة الترتيب هذا العام بتسجيل 15 إصابة مؤكدة بالسيدا من مجموع 154 حالة في ظرف 10 سنوات، 609 حالة بولايات الغرب خلال نفس المدة، وفي هذا الشأن سجل بولايات الجنوب أكبر عدد في الإصابات منذ 2004 ب 660 حالة بعدما حصدت ولاية تمنراست الحدودية 89 حالة، وولاية الوادي 39 حالة، وورقلة 32 حالة و أدرار 24 حالة تتقاسمها معها ولاية تندوف ب 24 حالة أيضا. وأرجع الأطباء أن أسباب الأمراض المعدية، راجع إلى الهجرة الغير الشرعية للأفارقة من مختلف الجنسيات عبر منافذ الولايات الجنوبية حاملين لفيروس نقص المناعة المكتسبة " السيدا " بتسجيل 97 إصابة. من جهته ذكر طبيب مختص في مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى وهران، أن جميع الحالات التي تتوافد على المصلحة والحاملة للفيروس والتي تتواجد في حالة خطيرة ومتأخرة يتم عزلها بالمصلحة، لتفادي نقل العدوى بين الطاقم الطبي، ويتوقع الأطباء أن يصل عدد المصابين بالسيدا بوهران لوحدها مع نهاية السنة إلى أزيد من 100 حالة، بعد تسجيل 46 حالة في ظرف 10 سنوات الأخيرة تتقاسمها معها حسب الأرقام الرسمية لمعهد باستور ولاية قسنطينة، خاصة أن هناك العديد من المرضي المشتبه فيهم بالإصابة، أجروا فحوصات وتحاليل لم تصدر نتائجها، وهناك من يرفض التقرب إلى المصلحة إلا في حالة صعبة وخطيرة ويكون وقتها الموت أقرب منه من العلاج.