دعا رئيس الرابطة العلمية للزوايا الرحمانية الدكتور مأمون القاسمي الهاملي، الشباب الباحثين إلى إعادة كتابة تاريخ الجزائر كتابة صحيحة، لتحريره من التحريف الذي طاله بفعل الخلفيات والذهنيات التي كتب بها . اعتبر شيخ زاوية الهامل، في مداخلته على هامش الملتقى الوطني الأول للشيخ العلامة سيدي عبد الرحمان الثعالبي للقرآن الكريم، المنعقد الخميس الفارط ببومرداس تحت شعار" الزوايا والمدارس القرآنية بين بريق الماضي وتحديات الحاضر وأفاق المستقبل" تاريخ المقاومة والثورة التحريرية الجزائرية لا يزال مظلوما لأن ما "كتب منه قليل وكان بأقلام وذهنيات الأجنبي وخلفيته، وما دونه الجزائريون أيضا كان بخلفية فكرية وسياسية حرفت الحقيقة التاريخية"، مشيرا في هذا الإطار إلى تهميش دور الزوايا القرآنية التي انطلق منها قادة المقاومة التحريرية وطلائع المجاهدين بدء بالأمير عبد القادر إلى ثورة التحرير، ودعا الباحثين الشباب المتحررين من هذه الخلفيات إلى إعادة تدوينه" الأمل معقود على الباحثين الشباب لأنهم متحررون من الخلفيات وعليهم بالتصدي لهذه المهمة الجديدة ويكتبون تاريخ الجزائر كتابة صحيحة". وقال الدكتور مأمون القاسمي، إن الزوايا التي لا طالما لعبت دورها التعليمي والتربوي والجهادي وحتى القضائي تنتظرها اليوم رسالة سامية أخرى وهي "الوقوف في وجه العولمة والاغتراب الذي فرضه التطور الحضاري، بالرغم من عدم تكافؤ الطرفين يقول" علينا بالتفاعل الاجتماعي مع الغير للاستفادة مما لديه لكن ما لدينا هو حق لنا لا يمكن التساهل والمساومة فيه" واضعا أربع محاور للوقوف في وجه العولمة منها حماية المجتمع من التقسيم بالتصدي للتيارات الوافدة المفرقة ، الدعوة إلى أخلقة الحياة الاجتماعية ، العناية بالتربية الروحية والثقافة الإسلامية ، والعمل لإشاعة روح الإخوة ونشر قيم التسامح. ومن جهته ناجم لوهيب باحث في تاريخ الأديان من دولة تونس تطرق في مداخلته إلى المدارس القرآنية والزوايا الجزائرية التي قال عنها إنها حافظت على القرآن واللغة العربية وما وجود عدد كبير من المفسرين يقول إلا دليل على امتداد المدرسة الجزائرية عبر الزمن. والتي تمتاز بالواقعية ووصلت كل الأصقاع حتى الجنوب الجزائري والمدن وهي بمثابة هوية للشعب الجزائري والتي تحدث عنها إبن خلدون في كتبه عن طريق العناية التي كان توليها لتعليم الناشئة للقرآن. أما الدكتور سعيد بويزري، من جامعة تيزي وزو، فقد تطرق في مداخلته إلى تحديات الزوايا في خطابات أبي يعلي الزواوي.