أكد باحثون خلال ملتقى دولي نظم ببومرداس بأن الزوايا و المدارس القرآنية لعبت دورا هاما في الحفاظ على هوية الشعب الجزائري و كانت الخزان المزود للمقاومة بالثوار و المناضلين و ذكر الدكتور مأمون القاسمي الهاملي رئيس الرابطة العلمية للزوايا الرحمانية في مداخلة في هذا الملتقي الدولي الأول حول الشيخ العلامة عبد الرحمن الثعالبي بأن الزوايا كانت إبان الاحتلال بمثابة معاقل حضارية حصنت عناصر الهوية الوطنية و تخرج منها العلماء في كل المجالات و منها انطلق قادة المقاومة ابتداء من عهد الأمير عبد القادر. و يري الشيخ مأمون القاسمي بأن دور الزوايا و المدارس القرآنية لم يقتصر على التربية و التعليم للحفاظ على الهوية الوطنية و إنما تعداه إلى العمل الميداني و المشاركة في الجهاد و المقاومة ضد المستعمر الفرنسي بكل الطرق المتاحة. أدوار هادفة ومكانة مرموقة لذلك فهي (الزوايا) لا تزال تحتل مكانة مرموقة في قلوب كل الجزائريين و لا شك يضيف المتحدث بأن تلك المنارات التربوية و العلمية قد أدت دورها و بلغت رسالتها كاملة إبان فترة الاحتلال و مطلوب منها اليوم تحمل مسؤولياتها و المواصلة في تقديم رسالتها الحضارية من تربية و تعليم الناس و توجيههم و تحصين المجتمع و حمايته من الانحراف في ظل من التفاعل الإيجابي مع متطلبات العصر. من جهته ذكر الدكتور يوسف بلمهدي في مداخلته بأن الدولة بذلت جهودا معتبرة خدمة للقرآن الكريم حيث تم إلى حد اليوم إنجاز عبر الوطن نحو 3500 مدرسة قرآنية و زاوية يقصدها أزيد من نصف مليون طالب في كل الأعمار و نحو10000 طالب يزاولون دروس محو الأمية . كما بذلت الدولة جهودا إضافية في هذا الإطار تمثلت في بعث إذاعة و قناة للقرآن الكريم و إنشاء جائزة دولية للقرآن الكريم إضافة إلى تخصيص أسبوع وطني لحفظ القرآن و تشجيع صغار الحفظة من خلال تنظيم مسابقات نسوية للحفظ و غيرها من الإنجازات. الشيخ الثعالبي... رمز فخر للجزائر من جهة أخرى ذكر باحثون آخرون في مداخلاتهم بأن العلامة الثعالبي ولد سنة 1384 ميلادي بواد يسر (بومرداس) و توفي سنة 1470 م و دفن بمقبرة الطلبة بالقصبة السفلى بمدينة الجزائر العاصمة و ضريحه لا يزال موجودا إلى حد اليوم،ألف العلامة الثعالبي أزيد من 200 مؤلف في مختلف مجالات العلوم و تخرج على يده عدد كبير من التلاميذ وأبرز العلماء في وقته، كما تميز بتنقلاته العديدة لمختلف البلدان طلبا للعلم و نشره. و اشتهر الشيخ عبد الرحمن الثعالبي بزهده و تصوفه و محاربته للبدع و الفتن و الجهل و الظلم في أوساط المجتمع، و له مواقف مشهورة في محاربة المحتلين للبلدان والمستضعفين للشعوب و المستلبين لخيراتها. و قد عرف اليوم الأول من هذا الملتقي الذي أشرف على افتتاح أشغاله المفتش العام لوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف ويشارك فيه باحثون من عدة جامعات من الوطن و خارجه و أساتذة ومشايخ لعدة زوايا عبر الوطن تكريم عدد من العلماء و الشيوخ المعروفين عبر الوطن .