برأت الغرفة الجنائية بمجلس قضاء العاصمة، أمس، المدعو بلباشا أحمد العائد من سجن غوانتانامو من جناية الانخراط في جماعة إرهابية تنشط خارج الوطن ، بعد أن التمس ضده النائب العام 12 سنة سجنا نافذا . خلال جلسة المحاكمة، جاء في تصريحات بلباشا أحمد، خلال استجوابه من قبل القاضي الجنائي أنه أعزب و عمل بالجزائر منذ سنة 1991 إلى غاية 1999 ببلدية الجزائر الوسطى ثم محاسبا بالصيدلية المركزية، ثم انتقل إلى مؤسسة "سوناطراك"، ليعمل محاسبا أيضا وبعدها سافر من الجزائر إلى فرنسا بطريقة شرعية، ثم انتقل إلى بريطانيا، أين كان يعمل في فندق ، بعدها في سنة 2001 عرض عليه شخص سعودي الجنسية العمل لحساب مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية مقابل 3000 دولار فقبل بلباشا عرضه، وسافر إلى أفغانستان بغرض تقديم المساعدات للأرامل و اليتامى ضحايا الكوارث و الحروب، هناك ألقت السلطات الباكستانية، القبض عليه، و سلمته في مطلع سبتمبر 2001 إلى جهاز" السيا" الأمريكي على أساس أنه مقاتل و يكنى "أبو دجانة" ، ليحول بعدها إلى كوبا و يسجن بمعتقل غوانتانامو مدة 12 سنة ، لتقر المحكمة الأمريكية ببراءته من تهمة الإرهاب وتسلمه للسلطات الجزائرية. من جهته، دفاع بلباشا و المتمثل في الأستاذ سيدهم، اعتبر ملف موكله فارغا و خاليا من أي تهمة، وقال إن موكله سافر إلى أفغانستان في إطار مؤسسة خيرية كان يعمل بها مقابل راتب شهري كغيره من عمال المؤسسة، متسائلا في السياق، لماذا يحاكم موكله عن تهمة لم يقترفها في الجزائر أو خارجها ، و أضاف أن السلطات الأمريكية برأته من تهمة الانخراط في جماعة إرهابية و رحل إلى الجزائر على هذا الأساس.مطالبا في الأخير ببراءة موكله من الجناية المتابع بها . للتذكير المتهم "بلباشا أحمد" تمت متابعته من قبل قاضي تحقيق الغرفة التاسعة لدى محكمة سيدي أمحمد بتاريخ 28 جانفي 2009 ، بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج بناء على الإرسالية التي بعثت بها مصالح الشرطة القضائية لدائرة الأمن والاستعلام إلى النائب العام لدى مجلس قضاء العاصمة التي تفيد أن الجزائري "بلباشا أحمد" قد تم اعتقاله من طرف مصالح الأمن الباكستانية. وبعدها سلمته الأخيرة للقوات الأمريكية التي حققت معه حول علاقته بمنظمة إرهابية عالمية وهي تنظيم القاعدة، وانتمائه لصفوف المقاتلين بأفغانستان ليزج به في معتقل غوانتنامو الذي قضى به مدة سبع سنوات في زنزانة انفرادية مصنوعة من حديد ومن دون نوافذ. وللإشارة فقد حكم غيابيا بالسجن لمدة عشرين سنة سجنا نافذا في حق الجزائري "بلباشا أحمد " ورفض دخول الجزائر، بعد الإفراج عنه من قبل السلطات الأمريكية بداية 2009 ، ليختار الترحيل إلى بلد آخر وهو بريطانيا.