تعرف متوسطة أبي حنيفة النعمان المتواجدة بحي عين النعجة ببلدية جسر قسنطينة، جملة من النقائص نغّصت يوميات أهل التربية والتعليم فيها، وعرقلت سير التحصيل العلمي والمعرفي للتلاميذ، حيث سجّلت نتائجهم تراجعا ملحوظا خلال هذه السنة الدراسية وهو الأمر الذي لم يهضمه أولياؤهم الذين عبّروا للجزائر الجديدة عن استيائهم وتذمرهم الشديد من الوضع المزري الذي طال أمده، فرغم أنها تعد واحدة من أقدم المؤسسات التربوية على مستوى البلدية إلا أنها تفتقر لأبسط الشروط اللازمة والمريحة داخل الأقسام، ويأتي في مقدمتها اهتراء جدرانها المصنوعة من مادة الأميونت المسببة لمرض السرطان، كما أن أسقف غالبية الأقسام مصنوعة بعضها من الكرتون والبعض الآخر من الترنيت ما يجعل أمر الدراسة فيه أيام الشتاء أمرا صعبا للغاية، حيث تتسرب قطرات المطر داخل الأقسام عبر مختلف الشقوق بكل سهولة ما يجعل أرضيتها تتحول إلى شبه مسابح، بالإضافة إلى انتشار أمراض الحساسية والربو بين العديد من التلاميذ نظرا لكثرة الرطوبة، وفي سياق ذي صلة يشتكي التلاميذ من غياب النظافة والتدفئة، مشاكل أتعبتهم وحوّلت يومياتهم إلى جحيم بفعل انعدام المتطلبات المساعدة على استيعاب الدروس بدءا من قلة أجهزة التدفئة، هذه الأخيرة، وإن وجدت فهي عبارة عن هياكل بلا روح، الأمر الذي أثّر سلبا على صحتهم حسب ما أكده العشرات من أولياء التلاميذ للجزائر الجديدة، حيث يشعر التلميذ وكأنه في غرفة للتبريد وليس في القسم، فكل من يلجها سرعان ما يلاحظ أكوام من الأوراق المبعثرة في شتى الأرجاء نظرا للغياب المستمر لعاملات النظافة من جهة وانتفاء الحس التوعوي لدى العديد من التلاميد من جهة أخرى. من ناحية أخرى تشكو المتوسطة من النقص الكبير في الطاولات والكراسي، أما الموجود منها فقد أضحت غير صالحة للاستعمال حيث أكل عليها الدهر وشرب، كما أن هذه الأخيرة لم تعد تتحمل العدد الفائض من التلاميذ، حيث أصبح الاكتظاظ سيد الموقف، وحسب تأكيدات أحد الأساتذة فإن المتوسطة تستقبل يوميا كل التلاميذ القاطنين بالمناطق والأحياء المجاورة والبعيدة، الأمر الذي جعل الأقسام مكتظة عن آخرها حيث يضم القسم الواحد ما يربو عن 40 تلميذا، وهي الوضعية التي تشهدها أقسام السنوات الأربعة، ما تسبب في حدوث حالة من الفوضى العارمة وأفقد التلاميذ القدرة على استيعاب الدروس المقدمة بسبب حالة الاكتظاظ، سيما وأن المشاغبين يفتعلون التشويش على زملائهم أثناء الدرس الأمر الذي قلّل من المردود التربوي، كما أشارو في نفس السياق إلى مشاكل أخرى مثل النقص في الأجهزة المخبرية، وأضاف أولياء التلاميذ والأساتذة أنهم قد توجّهوا بنداءاتهم إلى الجهات المعنية عدة مرات قصد التدخل العاجل لحل المشاكل وتذليل الصعوبات التي يواجهها التلاميذ يوميا في المتوسطة، غير أنها لازالت وإلى يومنا هذا تتخبط في نفس النقائص المعهودة. وأمام هذه الأوضاع التي تعاني منها إكمالية أبي حنيفة النعمان، يجدد أهل التربية والتعليم فيها نداءاتهم إلى الجهات الوصية وعلى رأسها مديرية التربية لناحية الشرق لالتفات إلى جملة النقائص المسجلة التي باتت مصدر ازعاج لهم وأثّرت بالسلب على التحصيل العلمي لجيل، الغد آملين أن يتم حلها في أقرب الآجال قبل الدخول المدرسي المقبل.