تشهد إكماليات حي عين النعجة اكتظاظا كبيرا لم تشهد مثله من قبل، مما يهدد الضمان الحسن لظروف التمدرس والتحصيل... يعرف حي عين النعجة التابع لبلدية جسر قسنطينة خلال هذا الدخول المدرسي، اكتظاظا محسوسا كاد يصل الى 50 تلميذا في القسم الواحد.. ففي إكمالية فاطمة زردامي مثلا بقلب حي عين النعجة، تلاحظ هذه الظاهرة بقوة، وحسب مديرها السيد بن علي عبد الرحمن، فإن الاكتظاظ فاق كل التوقعات. مشيرا في حديثه ل »المساء«، إلى أن مؤسسته استقبلت في هذا الدخول اكثر من 1080 تلميذ لا تتجاوز الأقسام (الحجرات) التي تستقبلهم 13 قسما ومخبرين وورشتين، وقد اضطرت المؤسسة للتكيف مع امواج التلاميذ الجدد (السنة الاولى متوسط) بفتح 6 أقسام في ملحقة الإكمالية اي داخل ابتدائية تقع في جوار الإكمالية على بعد مسافة قصيرة، وهذا ما يعني تنقل الأساتذة هم ايضا الى الملحقة، وكذا بعض العمال والمراقبين وغيرهم. تضم الإكمالية 12 فوجا، وهو عدد كبير مقارنة بمساحة الإكمالية الضيقة (أنشئت سنة 2000)، لذلك فقد صنفت المؤسسة في القاعدة 05 رغم أنها تجاوزت هذا التصنيف، حيث ان هذه القاعدة تحتوي كأقصى حد 700 تلميذ. ويؤكد السيد بن علي ان منطقة عين النعجة تعاني نقصا هائلافي عدد الإكماليات، الامر الذي يتطلب بناء المزيد منها وفي الآجال القريبة، ضمانا لاستقبال حشود التلاميذ. إحدى الأستاذات بالإكمالية، علقت على هذا الدخول بقولها "أصبت بالذهول عندما رأيت التلاميذ في الساحة، انهم حشود لم تكفهم الساحة وأخاف ان يصلوا الى مقر الإدارة". وتعاني هذه الاكمالية كذلك من نقص كبير في المرافق الضرورية، اذ لا توجد بها قاعة لاجتماعات الاساتذة البالغ عددهم 44 استاذا، والذين سيزداد عددهم في الاسبوع المقبل.. كما لا توجد بها مكتبة ولا قاعة للمطالعة، فمكتبتها عبارة عن قسم للأرشيف، إضافة الى مرافق أخرى تنتظر المؤسسات تعزيزها. ويبدو أن إكماليات عين النعجة لا تعاني فقط من الاكتظاظ إذ ظهر ايضا مشكل الاعتداءات خلال هذا الدخول، فمثلا إكمالية عبد الله بوفلاح يعاني تلاميذها من الخوف والرعب مع كل خروج من المؤسسة، حيث تترصدهم مجموعة من المراهقين الاشرار الذي يعترضون طريقهم ويجردون بعضهم من ثيابهم ومحافظهم، ويستولون عليها ثم ينهالون عليهم ضربا، فيما يلاقي تلاميذ آخرون نصيبهم من الرشق بالحجارة، الامر الذي تسبب في هلع كبير، خاصة عند الفتيات، اذ رفضت بعضهن الالتحاق بالدراسة مفضلات المكوث في البيت، فيما يسعى بعض الاولياء إلى تحويل ابنائهم الى مؤسسات اخرى لكنهم يصطدمون بمشكل الاكتظاظ في المؤسسات الاخرى، وبالتالي ترفض طلباتهم. مشكل الامن ليس هو الهاجس الوحيد، فهناك اضافة اليه مشكل الطرقات التي يصطدم بها تلاميذ المدارس خاصة الابتدائية منها، علما أن الاولياء كانوا قد طالبوا مرارا بإنشاء ممر علوي لضمان امن ابنائهم، ووصل الحد بسكان حي عدل مثلا، الى قطع الطريق احتجاجا على هذه الظروف. يبقى الاولياء واهل التربية والتعليم في عين النعجة، يأملون في الوصول الى حلول تضمن سلامة وأمن التلاميذ وتوفر لهم ظروفا مادية ومعنوية ملائمة لدخول غمار التحصيل العلمي.