إكمالية أبي حنيفة النعمان استنكر تلاميذ إكمالية "أبي حنيفة النعمان" ببلدية عين النعجة من سياسة التهميش واللامبالاة التي ينتهجها مدير الإكمالية وحتى مسؤولوا التربية نظرا للحالة المزرية التي آلت إليها إكماليتهم، وبعدما ضاقت بهم كل السّبل وطال إنتظارهم من أجل إصلاح الأوضاع رفع تلاميذ الإكمالية المذكورة سابقا نداء استغاثة بسبب الأوضاع التي آلت إليها هذه المؤسسة التربوية القديمة، حيث بنيت قبل الإستقلال إذ بناها الفرنسيون والدليل على ذلك طريقة بنائها وهندستها، لكن الأمر لم يقف عند قدمها ،بل إهتراء جدرانها المصنوعة من مادة الأميونت المسببة لمرض السرطان، كما أن أسقف الأقسام مازالت مصنوعة بعضها بالكرتون وبعضها الآخر من الترنيت ما يجعل أمر الدراسة فيها أيّام الشتاء أمر صعب جدا، حيث تتقاطر الأسقف طول النهار ما يجعل الكراريس تبلل وكذلك التلاميذ، ضف إلى ذلك إصابتهم بالحساسية والربو نظرا لكثرة الرطوبة بها.ومن جملة المشاكل التي يتخبط فيها التلاميذ إنسداد دورة المياه الوحيدة في الإكمالية ويمكن لأي عاقل أن يتخيل ما يمكن أن يحدث في ظل إنعدام مثل هذه الضرورة.وأضاف التلاميذ أنه وفي موجة البرد القارس التي تجتاح ولايات الشمال والوسط بالتحديد لا يحظون بالتدفئة في الأقسام، فالمدافئ عبارة عن هياكل بدون روح، وما نغّص سيرورة التعليم بهذه الإكمالية هو عدد الأقسام التي تتجاوز الخمسين قسما أغلبها مخصّصة للأولى متوسط مقارنة بعدد المراقبين والذي يبقى قليلا بالنسبة لعدد التلاميذ حيث خصّص مراقب واحد لكل عشرة أقسام ما يجعل مراقبتهم والإهتمام بهم أمر صعب والإستماع لإنشغالاتهم أمر من سابع المستحيلات، حيث قال أحد تلاميذ هذه المؤسسة عندما يريد أحدهم مقابلة مسؤول من الإدارة يقابله في رواق مميز كأنه جناح من أجنحة سفينة التيتانيك على حدّ تعبيره.كما أن المحسوبية جعلت تلاميذ تفوق أعمارهم 18 سنة مازالوا يدرسون في السنة الأولى متوسط بينما آخرون لا يجدون فرصة الإعادة لمرة واحدة ليجدوا أنفسهم خارج مجال الدراسة.وما زاد الطينة بلة هو الانتشار الرهيب لشباب مشبوهين مهمتهم الترويج للمخدرات والسرقة وغيرها من الأعمال التي تأزم أوضاع تلاميذ هذه الإكمالية، وما ساعد على نشاطهم هو قلة أعوان الأمن، وعدم مرور أعوان الشرطة للتفتيش الأشخاص المشبوهين ما يجعل التلاميذ في خطر حقيقي.ونظرا لسياسة اللامبالاة التي يتعامل بها مسؤولوا الإكمالية لم يجد التلاميذ غير جريدة "الحياة العربية" كمنبر لإيصال ندائهم واستغاثتهم للواقفين على رأس التربية في البلاد وكلهم أمل في أن تحل مشاكلهم في القريب العاجل.مريم عويشات