تبقى تونس تحتل الصدارة بين البلدان العربية والإفريقية بوجهة سياحية بامتياز للجزائريين، حيث استقبلت خلال 2014 ما يفوق 1284278 سائحا بارتفاع 21,2 بالمئة مقارنة بسنة 2010 التي عرفت توافد 1060034 جزائري، وفق إحصائيات الديوان الوطني التونسي، تحوز الجريدة نسخة منها. وفي هذا السياق، أكد مختصون في الشؤون التونسية-الجزائرية، أن تونس تمكنت من الاحتفاظ بالسوق الجزائرية عبر الامتيازات التي يحصل عليها الجزائريون لدى نزولهم سياحا لدى أشقائهم التونسيين، مثل تخفيضات الإقامة إضافة إلى الضروريات التي توفرها لهم من هياكل استقبال وخدمات عالية الجودة، في وقت أصبح البعض يقصدها ليس من اجل الاستجمام فقط وإنما العلاج في ظل التطورات الحاصلة هناك، بعدما أصبحت تونس رائدة عالميا في المعالجة بمياه البحر وتوفرها على مختصين وخبراء في مختلف التخصصات خاصة مرضى الروماتيزم، الأعصاب، التجميل وإعادة ترميم الأعضاء وتقويمها جماليا. إلى جانب تفطن الجهات التونسية إلى المنطقة الغربية من الجزائر، كوهران وتلمسان والجنوب الغربي، لاستقطاب أبنائه من خلال مكتب وهران، بعدما أصبح الجزائريون بتلك المناطق يرفضون التوجه إلى المغرب الأقصى في ظل عدوانية حكومته اتجاه الجزائريين. كما أن الإحصائيات المقدمة من طرف ديوان السياحة التونسيةبالجزائر، تؤكد أنها تخص فقط الجزائريين الذين يقصدون تونس ويقيمون بالنزل والفنادق، دون احتساب الجزائريين الذين يقيمون بالمساكن الخاصة والأهل والأصدقاء، وهذه الفئة من الجزائريين غالبا ما تقصد تونس عن طريق البر عبر الحدود الشرقية، أمام توفر عنصر الأمن بالاشتراك بين العناصر الأمنية للدولتين، أما توفر الرحلات الجوية التي تقدر برحلتين أسبوعيا ويبقى دائما الفائض. كما أن تونس استقبلت نهاية ديسمبر 2014 ما يربو عن 171228 جزائري أمضوا هناك احتفالات رأس السنة الجديدة، بارتفاع 6,7 بالمائة مقارنة بعام 2013، في الوقت الذي عاد الجزائريون يفضلون تونس كوجهة سياحية حقيقية بارتفاع 40,9 بالمئة مقارنة بسنة 2010، ويتبعهم الليبيون الذين أصبحوا يتجهون لتونس ليس سياحا وإنما هاربين من الفوضى والمشاكل التي تعرفها بلدهم، في الوقت الذي لم يتعدى المغاربة 41874 سائح خلال 2014. في نفس السياق، فإن احتفاظ تونس بالسياحة كمورد رئيسي لدخلها، حتم عليها توفير كل الظروف والإمكانيات خاصة عنصر الأمن، ما جعلها تتحول إلى قبلة مغاربية للأوروبيين الذين يحجزون بها إقامتهم على مدار السنة في مقدمتهم الفرنسيون الذين يبرمجون فترات للعلاج بمياه البحر بعد تراجع الخبرة الفرنسية في هذا المجال الحديث والمتطور بسبب أنه طبيعي وإنما يعتمد على وسائل حديثة، إذ عرفت 2014 توافد 2809850 أوروبي، منهم 720175 فرنسي و425648 ألماني في الوقت الذي فضل فيه 81157 أوربي قضاء احتفالات نهاية السنة هناك، ناهيك عن توفر مراكز العلاج بأماكن الإقامة بالمركبات السياحية والفنادق ما يسهل على المقيمين قضاء مآربهم دفعة واحدة، إلى جانب توفر مختلف الهياكل كقاعات الاجتماعات وصالات العرض والاحتفالات. وحسب القائمين على السياحة التونسية، بدأ الاهتمام بأبناء المشرق العربي على غرار السعودية، العراق، قطر، مصر وباقي الدول العربية حيث عرف إقبالهم على تونس ارتفاعا ب 44,3 بالمئة في 2014 مقارنة ب 2013، أكثر من 2010 التي قدرت نسبتها مقارنة ب 2014 بأكثر من 33 بالمئة، وكذلك بالنسبة للأمريكيين الذين قدرت نسبتهم ب 7,3 بالمئة خلال 2014 مقارنة ب 2013، ويترقب مسؤولو السياحة التونسية تحقيق أفضل النتائج خلال السنة الجارية من خلال الترويج المبكر للسياحة الموسمية المتعلقة بالصيف والعطلة الربيعية من خلال المشاركة في المعارض والصالونات الدولية وإقامة لقاءات ومعارض تونسية في مختلف الدول المستهدفة للتعريف المباشر بالمناطق السياحية التي تتوفر عليها تونس والخدمات المتوفرة خاصة الصحة العلاجية بمياه البحر، مع توسيع تواجدها عبر المكاتب السياحية.