تراجع الدينار الجزائري إلى أدنى مستوى له خلال سنة كاملة أمام العملة الأوروبية الموحدة حيث وصل سعر الأورو إلى أكثر من 117 دينار فيما بقي سعر الدولار الأمريكي في حدود قريبة من تلك التي وصل إليها أمام الدينار خلال أكثر من سنة بواقع 98 دينار لكل دولار واحد. وعرف الدينار الجزائري انخفاضا معتبرا منذ شهر جانفي من السنة الجارية 2015 حيث كان سعر دولار واحد يصل إلى قرابة 88 دينار، قبل أن تفقد العملة الجزائرية أكثر من 10 بالمائة من قيمتها أمام الدولار في أقل من خمسة أشهر. ونفس الاتجاه من الانخفاض عرفته العملة الجزائرية منذ شهر جانفي من السنة الماضية 2014 وخلال بداية السنة الماضية كان سعر دولار أمريكي واحد يصل إلى 78 دينار بين جانفي 2014 وماي من السنة الجارية 2015، فقد الدينار الجزائري أكثر من 20 بالمائة من قيمته على هذا الصعيد. وعادة ما تخضع قيمة العملة الوطنية إلى ما يقرره البنك المركزي الجزائري في إطار ما يعرف بالتعويم الموجه وذلك عكس العملات الأجنبية الأخرى التي تخضع قيمها للسوق المالية وعادة ما يلجأ بنك الجزائر إلى حسابات اقتصادية تأخذ بعين الاعتبار عدة عناصر من بينها سعر النفط ومع الأخذ بعين الاعتبار أيضا تغير قيم العملات الأجنبية فيما بينها حيث يتم على هذا الأساس تحديد سعر الصرف وبالتالي قيمة الدينار الجزائري. وتشير بعض المصادر إلى أن صندوق النقد الدولي "أفامي" لا يزال يعتبر أن الدينار الجزائري موجود بعيدا عن قيمته الحقيقية بحوالي 20 بالمائة حيث يعتبر "الأفامي" أن سعر أورو واحد يقابل حوالي 140 دينار جزائري، وكان خبراء ماليون قد توقعوا في السابق أن يستمر الدينار في التراجع على اعتبار أن العملة الوطنية ليست موجودة ضمن اقتصاد حقيقي منتج للثروة، فضلا عن كون الاقتصاد الجزائري مرتبط ارتباطا وثيقا بأسعار النفط في السوق الدولية وهي الأسعار التي لا تتحكم فيها الجزائر.