ختتم الموسم الكروي 2014 -2015، للرابطة الوطنية المحترفة الثانية لكرة القدم، أول أمس، بإجراء مباريات الجولة الأخيرة، والتي شهدت نزول نجم القليعة ووداد تلمسان إلى بطولة الهواة، ليرافقا بذلك نادي أمل مروانة الذي رسّم سقوطه قبل أمس، وبالمقابل، فيما نصّب، إتحاد البليدة نفسه بطلا، مقتطعا بطاقة الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى إلى جانب كل من دفاع تاجنانت وسريع غيليزان. وبالرغم من فوز نجم القليعة على ضيفه تلمسان، إلا أن ذلك لم يشفع للمحليين بتحقيق البقاء، كون أن إتحاد حجوط عاد بنقطة الهدف المنشود في مباراة الموسم بالنسبوله والتي لعبها أمام مستضيفه، أمل مروانة وهوالتعادل الذي أبقى أشبال بوجلة، ضمن حظيرة المحترف الثاني. سقوط وداد تلمسان إلى قسم الهواة، شكّل خيبة كبيرة لعشاق اللونين الأزرق والأبيض، كيف لا وهوالنادي الذي كان يلعب الأدوار الأولى في الرابطة الأولى، ناهيك عن اللاعبين الذين يمرون عليه ووزنهم في سوق الانتقالات. ويمكن القول بأن بطولة هذا الموسم كانت استثنائية بكل المقاييس، حيث تميزت بإثارة وندية كبيرتين طبعتا مختلف الجولات، فباستثناء إتحاد البليدة الذي رسم صعوده قبل 4 جولات فقط، احتفظت البطولة بكل أسرارها، لاسيما فيما يتعلق الأمر بمؤخرة الترتيب التي تناوب عليها عدة فرق، قبل أن يدفع الثنائي، القليعة، تلمسان الثمن غاليا في الجولة الأخيرة وقبلهما أمل مروانة الذي عاش أصعب موسم له في القسم الثاني، بالنظر إلى الأداء المتذبذب والمشاكل الداخلية التي لعبت دورها في التأثير على نتائج هذه الفرق التي دفعت الثمن بنهاية الموسم. فريقا دفاع تاجنانت وسريع غليزان عرفا كيف يستغلان الوضعية الصعبة لبعض الفرق وتألقا ليرافقان البليدة إلى الرابطة الأولى بعد موسم شاق، ويعتبران مفاجأة الموسم المنقضي، بالنظر إلى محدودية الإمكانيات بالمقارنة مع فرق أخرى فشلت في تحقيق حلم الصعود رغم البداية القوية التي حققتها في البطولة على غرار شبيبة بجاية التي سجلت تراجعا رهيبا كلفها السعي لضمان البقاء وفقط في الوقت الذي كانت فيه مرشحة لنيل شرف الصعود رفقة نوادي أخرى على غرار أولمبي المدية، أهلي برج بوعريريج ومولودية سعيدة. بارادو وسكيكدة وأرزيو جديد الموسم المقبل في انتظار ثلاثي الرابطة الأولى ستغادر 6 أندية الرابطة المحترفة الثانية، حيث سيلتحق كلا من إتحاد البليدة، تاجنانت وغيليزان بحظيرة الكبار، بدء من الموسم المقبل، وهوالأمر الذي يعتبر إنجازا بالنسبة للأندية المعنية خاصة وأن أغلبها لم يكن يستهدف الصعود منذ البداية، بالنظر لقلة الإمكانيات المادية، مقارنة ببعض الفرق الأخرى، في حين سيعود نجم القليعة من حيث أتى بعد موسم واحد فقط من صعوده إلى الرابطة الثانية، رفقة تلمسان ومروانة للمشاركة في قسم الهواة، وبالمقابل من ذلك، ستستقبل البطولة الثانية 6 أندية أخرى، ويتعلق الأمر بكل من شبيبة سكيكدة ممثل بطولة الهواة للجهة الشرقية، ونادي بارادوممثل الوسط، إضافة إلى أولمبيك أرزيوالذي حقق الصعود عن المنطقة الغربية، في حين لم تتحدد بعد هوية الأندية الثلاثة التي ستغادر الرابطة المحترفة الأولى في انتظار الجولة الأخيرة التي ستجرى يوم السبت القادم. نزول 3 أندية من مختلف المناطق يبدو أن "السوسبانس" الذي احتفظت به الرابطة الوطنية المحترفة الثانية لكرة القدم، فيما يخص هوية الأندية النازلة للقسم الثاني الهواة، إلى غاية جولتها الأخيرة، قد كشف عن مفارقة عجيبة، لم يكن يتوقعها المتتبعين، وتتمثل في صعود 3 أندية من الشرق، الوسط والغرب والعكس صحيح فيما يتعلق بالنازلين، وهوما يعني أن المنافسة كانت متساوية بين الجهات الثلاث من الوطن على غير العادة، حيث حقق سريع غيليزان انجازا تاريخا باقتطاع بطاقة المشاركة في الرابطة الأولى الموسم المقبل بعد نصف قرن من الزمن، في حين خيب وداد تلمسان آمال أنصاره بعدما غادر رسميا القسم الثاني، وهوالأمر ذاته بالنسبة لدفاع تاجنانت الذي حقق صعودا مستحقا، بمقابل سقوط أمل مروانة ممثل الشرق، في حين عوض البطل إتحاد البليدة خيبة أمل القليعة الذي غادر نحوبطولة الهواة.