أعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، أمس، في أول خرجة إعلامية له بعد تزكيته على رأس الحزب، رفضه دعوة نظيره في الأرندي أحمد أويحي، تشكيل قطب سياسي من أحزاب الموالاة، لدعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، واشترط بلغة صريحة وواضحة، أن يتزعم حزبه أي مبادرة سياسية لأنه يمثل حزب الأغلبية البرلمانية. وعلق سعداني على مبادرة أويحي، حول القطب الرئاسي التي رفض التعليق عليها في بداية الندوة الصحفية، قائلا " الأولوية للحديث عن المؤتمر وليس للحديث عن مبادرة أويحي"، مشيرا في جواب ضمني إلى أنهم يرحبون بها لكن وقت القطب لم يحن بعد، وفي حالة المضي قدما في تجسيد هذه الفكرة، قال سعداني إن الآفلان يقترح بدله تشكيل تحالف موسع يضم كل الأحزاب والجمعيات والمنظمات الفاعلة في المجتمع المدني التي تدعم الرئيس. وتشير تصريحات "باترون الأفلان"، إلى وجود صراع بين أحزاب السلطة حول من سيقود قاطرة دعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بعد أن عبر سعداني عن رفضه ليكون الحزب العتيد مرؤوسا في أية مبادرة سياسية، رغم أنهم اتفقوا كلهم على قصف المعارضة بالثقيل وشن هجوم مضاد عليها مستقبلا. وكان رد سعداني متوقعا، كونه انتقد في وقت سابق الحكومات التي تحمل "صبغات متنوعة" وظل يدعو إلى تشكيل حكومة من الأغلبية البرلمانية، فهو لن يضحى بطموحاته ويسلم المشعل لنظيره أويحي. قايد صالح رفض الانقلاب على بوتفليقة وهون سعداني من القراءات التي خصت بها رسالة الفريق أحمد قايد صالح، وقال ليس لها أي تأثير على الدستور، مؤكد أنه ومنذ قدوم الفريق أحمد قايد صالح إلى المؤسسة العسكرية "تعززت الديمقراطية"، قبل أن يضيف مخاطبا الصحفيين، " تذكروا معي جيدا من كان يطالب بتفعيل المادة 88 من الدستور، خلال فترة وجود الرئيس بمستشفى فال دوغراس بفرنسا، ومن طالب المؤسسة العسكرية بالانقلاب على بوتفليقة، وهل استجاب الفريق قايد صالح لهذه المطالب، لقد رفض الانقلاب، وكان هو المسؤول الأول عن البلاد، وأدار شؤونها إلى غاية عودة صاحب الأمانة إلى مكانه الأصلي". سعداني يتهم الصحافة بالتطاول على نزيل المرادية وفي سياق حديثه عن المؤسسة العسكرية، وجه سعداني انتقادات لاذعة للصحافة، قائلا "بالأمس كنتم تخافون من ذكر أسماء بعض قيادات الجيش، واليوم تتطاولون على الرئيس وتكتبون لصالح جهات معينة"، وأضاف يقول إن بعض العناوين الصحفية تعمل على زعزعة النظام بهدف المقايضة والحصول على الإشهار". واستغل سعداني فرصة الحديث عن التوريث، وخاطب الذين قالوا إنهم قادرين على تنحية الرئيس من بينهم بوكروح "لن تستطيع تنحية الرئيس ولو خرج في صفوفك الآلاف فحزب الرئيس قادر على حشد الملايين". وخصص عمار سعداني، حيزا كبيرا من تدخله، للرد على كل من علي بن فليس ولويزة حنون وعبد الرزاق مقري، وصوب سهامه الأولى نحو الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني على بن فليس، قائلا " آخر شخص كنت أتوقع أن يتحدث عن الأفلان، هو بن فليس، أنت ناكر للجميل، لا يحق لك الحديث عن البيت الذي ترعرت ونشأت فيه وكبرت على ظهر الأفلان، أقول لك إتقي شر من أحسنت إليه، أنت تتكلم باسم من، حزبك رأى النور أمس، ولا ندري بعد إن كان ذكرا أو أنثى"، فيما اكتفى بجملة قصيرة وجهها لرئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري" حدد مشروع حزبك واتجاهه ثم تحدث كالبقية، فأنت فقدت بوصلة حزبك وعليك استرجاعها". ولم تسلم زعيمة حزب العمال لويزة حنون من غضب سعداني وسخريته التى رافقت طيلة مجريات الندوة، قائلا إنها أول من خرق الدستور، وهي من أرادت إقحام الجيش في السياسية، " ألا تتذكرون أنها تحدثت في جانفي الفارط عن لقاء جمعها بالفريق أحمد قايد صالح، فحنون أعطت أيها الحاضرون لنفسها قيمة كبيرة من تلك التي يمنحها القانون.