عبّر مستعملو الحافلات الناشطة على مستوى خط محطة بن عمر- السمار، بالعاصمة، عن تذمرهم الشديد واستيائهم من الوضعية المزرية التي يكابدونها داخل الحافلات، فمن يستقلها سرعان ما يلاحظ أنها تتسم بالقدم والاهتراء إلى درجة أنها لم تعد صالحة للنقل، لاسيما وأن بعض تلك الحافلات قديمة جدا، يعود تاريخ استعمالها لأول مرة إلى سنة 1983، وأضحت مقاعدها متآكلة وأسقفها مهرتئة، تتسرب إليها قطرات المطر بسهولة، وباتت رائحة صدأ الحديد تزكم أنوف الركاب، فيما يبقى الغبار يغزو كل جوانب الحافلة، ليصبح التنقل داخل تلك المركبات أشبه بالجحيم، على حد تعبير أحد المواطنين، ويضاف إلى هذه الوضعية الكارثية مشكل إصابة هذه المركبات بالأعطاب المتكررة، مما يؤخر المواطنين عن الوصول في مواعيدهم، الأمر الذي يضاعف من معاناتهم اليومية خاصة بالنسبة للطلبة والعمال، الذين أكدوا أنه بالإضافة إلى قدمها فهي يسجل عليها نقصا فادحا. وفي سياق متصل، يشتكي المواطنون من تعمد الناقلين طول الانتظار في المواقف المخصصة لتوقف الحافلات على غرار موقف حي الحياة، بهدف ملئ تلك الحافلات عن آخرها، حتى تصبح مكتظة عن أخرها، الأمر الذي يخلق العديد من المناوشات بين الركاب والناقلين، نظرا لدرجة الاكتظاظ والفوضى المفروضة عليهم لتحقيق أكبر ربح ممكن، بحيث أضحى المسافر بالنسبة لأصحاب الحافلات عبارة هدف تجارري محض، وليس بشرا من شأنه التنقل في شروط الراحة والنظام. ويحدث ذلك كله في ظل غياب الرقابة على قطاع النقل الحضري الأمر الذي شجع على ظهور العديد من المخالفات التي تعد تجاوزا مفضوحا على القانون والتنظيمات المعمول بها في هذا القطاع الحيوي في حياة المواطن الذي أصبح يتضايق ذرعا من مثل هذه الممارسات، التي أصبحت من السلوكات المعتادة الحدوث عند أصحاب الحافلات، ومن هذا المنطلق، يطالب مستعملو حافلات بن عمر- السمار من الجهات المعنية وعلى رأسها مديرية النقل لولاية الجزائر، التدخل العاجل من أجل استبدال تلك الحافلات بأخرى جديدة، فضلا عن إلزام الناقلين باحترام القانون وعدم هضم حقوق الركاب التي لا يأخذونها بعين الاعتبار كما يقول بعض هؤلاء المواطنين.