نظمت جمعية مشعل الشهيد بالتعاون مع فوروم المجاهد، ندوة حول المجاهدة زينة حرايق، نشطها المجاهد، الدكتور بن عدودة زوج المجاهدة، تخليدا لبطولة هذه المناضلة الشجاعة في إطار ذكرى مظاهرات 17 أكتوبر 1961 استهل المجاهد بن عدودة، الندوة بذكر مظاهرات 8 ماي 1945 التي لعب فيها الشعب وحزب الشعب دورا هاما، مضيفا ان المجاهدة زينة شاركت في هذه المظاهرات وكان سنها آنذاك 11 سنة وإخوانها مناضلون بحزب الشعب وسقطوا في ميدان الشرف، مرورا بمظاهرات 14 جويلية 1953، بباريس حيث تظاهر مناضلو حزب الشعب ضد الإستعمار وراح ضحيتها 6 متظاهرين رغم كونها سلمية. وأضاف الدكتور في مداخلته: "إن مظاهرات 17 أكتوبر جاءت بعد قرار بابون بفرض حضر التجوال على الجزائريين فدعت جبهة التحرير إلى هذا الإحتجاج تنديدا بهذا القرار الجائر الذي اقتصر على منع الجزائريين فقط من التجوال". وعن المجاهدة زينة حرايق، قال بن عدودة، "ولدت المجاهدة زينة سنة 1934 ببجاية ونشأت بسطيف وكان إخوانها عمر، رشيد، صدّيق، علي من حزب الشعب، وفي حين مرت سنة 1942 التي كنا نطلق عليها اسم عام الشرّ بسبب الجوع والفقر، تلتها سنة 1945، عام البطالة، فاضطرت الكثير من العائلات الفرنسية للهجرة إلى الخارج منها عائلة حرايق التي هاجرت إلى مدينة سانت ايتيان الفرنسية".. وأردف بن عدودة "كانت زينة ضابطة اتصال تنسق بين سانت إيتيان وباريس وبالمنظمة الخاصة التابعة للجبهة كما أوكلت لها مهمة نقل الأسلحة، في ماي 1960 ألقي القبض عليها مع جزائرية ومصرية وثلاث فرنسيات منهن إيلان كوينا واللاتي فررن من السجن، وكان أمرا لا يكاد يصدق حتى من المناضلين الذين استقبلوهن. ومكثت زينة لدى مغنية فرنسية تدعى كاترين صوفاج، التي منعت من الغناء حين كشفت السلطات الفرنسية مساندتها للجزائريين". بعد ذلك يواصل بن عدودة انتقلت السجينات إلى ألمانيا وكنت مكلفا باستقبال المناضلين الفارّين من السجون فاستقبلناهن وكانت زينة مصابة بالسل فتكفلنا بعلاجها كما استقبلت مسؤولين أمثال عمر بوداود، علي هارون، سويسي، عدلاني، بوعزيز.." وعن الثورة قال بن عدودة "كانت مساهمة في ترقية الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان"، مضيفا "كان نضال جبهة التحرير مثاليا فرغم كون أغلبية الشعب يسكن البيوت القصديرية إلا انهم لم يتخلفوا يوما عن اجتماعات الجبهة وكان نجاحنا بالإيمان والتضحية". كما أثنى على نضال المجاهدات اللواتي "كن أشجع من المجاهدين حيث كن سباقات للتضحية بأنفسهن وتنفيذ أصعب العمليات كتمرير السلاح".