دعا وزير المجاهدين، السيد محمد الشريف عباس، إلى ضرورة إشراك الجميع في كتابة تاريخ الثورة التحريرية وعدم الاعتماد على من شاركوا في الثورة فقط. مشيرا إلى أن شهادات المواطن البسيط الذي عايش الثورة بإمكانها أن تكشف الكثير من الحقائق والممارسات اليومية للاحتلال من تعذيب ونهب وتنكيل. وأضاف السيد الشريف عباس خلال منتدى يومية المجاهد الذي خصص أمس لمجاهدات جزائريات كن ضمن فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني أن كل حرف أو صفحة من مذكرات سجين خلال الثورة أو سطر من شهادات من عايشوا الاحتلال الفرنسي من شأنها أن تكون مادة خاما للمؤرخين. وخلال تدخلهن في المنتدى، أكدت مجاهدات نشطن ضمن فيدرالية فرنسا وبعضهن في المنظمة السرية لفيدرالية جبهة التحرير أن هذه الأخيرة شكلت طيلة سنوات الاحتلال الفضاء الذي تعلم فيه المناضلون الجزائريون من رجال ونساء كيف يتجاوزون المحن وصعوبة الكفاح في عقر دار العدو. وكانت المجاهدة عقيلة وارد أول من تحدثت عن مسارها النضالي تحت لواء الفيدرالية التي اعتبرتها الإطار الذي مكن النساء الجزائريات بفرنسا من الانضمام إلى الثورة التحريرية من أوسع أبوابها وإشراكها في النضال بمختلف أشكاله معتمدة في ذلك على اعتقاد فرنسا بأن النساء الجزائريات كن جد محدودات وغير قادرات على الانخراط في الكفاح. إلا أن الحقيقة كانت غير ذلك، حيث أكدت المجاهدة أن المناضلات كن شريكا أساسيا في الكفاح، حيث أسندت لهن مهام جد دقيقة وخطيرة كحمل حقائب الأسلحة والأموال وكذا الوثائق السرية، فضلا عن وضع القنابل في قلب العاصمة باريس كما حصل ببرج إيفل الذي وضعت المجاهدة عائشة بوزار بطابقه الثالث قنبلة إلا أنها لم تنفجر لكنها زرعت الرعب في الإدارة الفرنسية آنذاك.كما تحدثت المجاهدة وارد عما قامت به مناضلات الفيدرالية عقب مجازر 17 أكتوبر، حيث تحدين حظر التجول الذي فرضه آنذاك رئيس شرطة باريس موريس بابون على الجزائريين من خلال اعتصامهن اليومي لمدة شهر كامل أمام السجون وبلدية باريس للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين رافعات شعارات معادية لفرنسا ومطالبة باحترام حقوق الإنسان وحق التنقل في أي وقت.أما المجاهدة سليمة بوعزيز فقد تطرقت بدورها إلى نضال اللواتي ضمتهن جبهة التحرير إلى المنظمة السرية في ”فريق المجازفات”، حيث كانت بوعزيز مساعدة رئيس المنظمة الذي أصبح فيما بعد زوجها.وذكرت المتحدثة بالمناسبة المجاهدة زينة حرايق التي لم يكن يتجاوز سنها ال17 ورغم ذلك كلفت بوضع قنبلة في مقر محافظة مارسيليا علما أنها كانت الأصغر سنا في فيديرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني. وتم بالمناسبة، تكريم المجاهدات من طرف إدارة جريدة المجاهد، حيث قدمت لهن هدايا رمزية اعترافا بنضالهن ومساهمتهن في تحرير البلاد فيما وزع خلال المنتدى عدد خاص أصدرته اليومية خصص لمشاركة المرأة الجزائرية في فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة المصادف ل8 مارس.