للوهلة الأولى عند دخولك بلدية أولاد راشد لأول مرة تشعر أنك تدخل إلي قرية كبيرة، والتي صنفت كبلدية وهُمشت لسنوات عديدة، رغم زيارات المسؤولين المحلين للمنطقة، حيث يقول بعض السكان ممن إلتقيناهم أن المنتخبين المحليين سبق لهم اطلاق جملة من الوعودبخصوص الوضع العام البلدية، إن هؤلاء ، بوعودهم لنا بتحويل البلدية إلى جنة فوق الأرض، غير أن الحال، ظل على ما هو عليه. التكفل بالشباب وغياب المرافق الضرورية .. الحلم بالنسبة للعديد منهملعل أبرز الأشياء التي وقفنا عليها هي حالة البطالة المتفشية بقوة وسط الشباب، حيث تنعدم فرص العمل بالبلدية، مما جعل أغلب الشباب يعتمد على التنقل اليومي باتجاه البلديات المجاورة بحثا عن فرصة عمل، وهو حال العشرات ممن التقيناهم وأبرزوا لنا هذه المعاناة متسائلين عن البديل أثناء عودتهم إلى مركز بلديتهم التي تفتقد لقطاعين هامين يتمثلان في الشباب والرياضة والتكوين المهني، حيث لا وجود لمؤسسات تمثلهما بالبلدية، حيث يقول مرافقونا إن الشباب ليس لديهم مكان لقضاء أوقات الفراغ، حيث يسود الروتين الممل والقاتل وسط سكوت تام يبعث علىالقلق. لاحظنا العديد من شباب البلدية متكئين علي جدران البنايات والبطالة تحوم حولهم حيث حولنا الدردشة مع بعض شباب في مختلف أحياء البلدية الذي يعاني في هذه البقعة المنسية ، علي غرار المناطق الأخرى علي المستوى الوطن، فمعاناة شباب المنطقة التي حسبهم لا حل يذكر لهذه، ف(جهاد ص) الذي يعاني الفقر والبطالة ، وهو من خريجي الجامعة من كلية علوم الإعلام والاتصال ، يعاني البطالة منذ تحصله علي شهادة اللسانس،سنة 2006 ، كما عبر لنا عن استيائه الشديد عن ظروفه والمزيرية التي تلازمه أين ما ذهب، فأمله الوحيد هو الحصول على منصب عمل مهما كاننوعه، وذلك لإعانة أسرته التي تعيش الفقر. نفس الوضعية يعيشها الشاب عبد الرؤوف البالغ من العمر26 سنة، والذي لم يسعفه الحظ لمواصلة الدراسة ، فوجد نفسه مجبرا علي التوجه إلي العمل في إحدى شركات البناء ، ك"مانوبر" خارج البلدية التي تفتقر إلي كل شيء إلا البطالة ، لإعانة عائلته المتكونة من 08 أفراد من الأم والأب العاجز وإخوته الستة ، الشباب في بعض الأحيان يلجئون إلي قضاء أوقتهم وقتل الروتين إلي المقاهي التي تحمل الاسم فقط ،باعتبارها المتنفس الحقيقي لهم في ظل انعدام فرص العمل، سيماأن البلدية لا تتوفر على وسائل الترفيه من مقاهي وقاعةالتسلية مثل الانترنتالبلدية في حاجة ماسة إلي التهيئة الحضرية، وفك العزلة، النقلعندما تفكر في التوجه نحو البلدية، عليك الانتظار طويلا لقدوم أصحاب سيارات النقل الجماعي، حيث يفرضون أنفسهم بقوة بسبب انعدام وسائل النقل في المنطقة ، وهو ما جعلنا نسأل أحد المواطنين عن حافلات البلدية التي تعمل على خط البويرة بلدية أهل القصر إلي بلدية أولاد راشد،والمناطق الاخري، فضحك وقال لنا.. إذا كان أبناؤنا المتمدرسون يتذوقون مرارة هذه المشاكل، فكيف لنا نحن أن نطالب البلدية بتوفير النقل لنا، رغم وجود حافلة لنقل المدرسي لتلاميذ البلدية إلا أنها لا تكفي في ظل تزايد التلاميذ ، سيما الساكنين في القرى والمداشر النائية، وهذا مايعني أن سكان المنطقة في حاجة ماسة إلى حافلات جديدة لتدعيم حظيرة البلدية التي لم تعد تستطيع تلبية الطلب المتزايد، لاسيما أن حافلة واحدة تعمل يوميا على نقل أزيد من 200 تلميذ باتجاه ثانوية "محمد بوضياف" المجاورة على مسافة 11 كلم، في بلدية أهل القصر. كما أشار السكان إلى وضعية الطرقات والمسالك الفرعية منوهين بجهود الوالي، حيث اعترفوا أن بلديتهم استفادت من مشاريع مهمة تدخل في إطار فك العزلة، وهو ما وصفوه بالثورة التي لم تشهدها طرقات البلدية منذ سنوات طويلة، غير أن حلمهم يبقى في مواصلة الدعم بإنجاز بعض المسالك والطرقات لاسيما الفلاحية. كما يطالب السكان بتخصيص برامج فورية للاهتمام بالتهيئة الحضرية التي تعد، حسبهم، وجه المدينة التي لا يزال جزؤها الأكبر في حاجة ماسة إلى تعبيد وتهيئة للأحياء،لكن تجري الرياح بملا تشتهيه السفن، البلدية تفتقر إلي ابسط ضروريات الحياة الكريمة.