يعيش نواب البرلمان بغرفتيه حالة توتر، قبيل أربعة أيام على المصادقة على مشروع الدستور، وبدوا في حيرة من أمرهم بسبب غموض اكتنف أجندة من ولد خليفة وبن صالح، قبل أن يؤكد الوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس الغرفة السفلى ولد خليفة، أن الدستور سيمرر الأحد المقبل. وفي وقت تحفظ نواب المعارضة على إعلان موقفهم النهائي، يسعى نواب الموالاة إلى إقناعهم بالعدول عن المقاطعة أو تليين مواقفهم، في الكواليس. ألقت تحضيرات تمرير الدستور الجديد الأحد المقبل، بظلالها على اختتام الدورة الخريفية، التي لم تكن كسابقاتها، بالنظر إلى الوضع العام الذي خيم على المجلس الشعبي الوطني، ساعة قبيل انطلاق مراسيم الإختتام وإعلان سلال والعربي ولد خليفة تاريخ المصادقة. وكالعادة لم تستثن سهام المعارضة طريقة تعامل أصحاب القرار معها، وانتفض رؤساء كتل برلمانية ضد تحفظهم على ترتيبات مكتب ولد خليفة وبن صالح، واعترض النائب عن تكتل الجزائر الخضراء، في حديث ل"الجزائر الجديدة" عن رسالة ولد خليفة الشفوية، أبلغهم فيها بتعيين ممثل عنهم ليكون عضوا في اللجنة المشتركة التي ستنصب اليوم، معللا قوله "كان من المفروض على الإدارة أن توجه لنا مراسلة مكتوبة"، وذكر النائب أن الكتلة قررت مقاطعة أشغال اللجنة التي ستباشر مهامها اليوم. وتحدث النائب عن ما يجري خلف الكواليس، قائلا إن صناع القرار كلفوا رئيس الكتلة البرلمانية للأفلان محمد جميعي بمحاولة استمالة المعارضة وإقناعها بعدم المقاطعة ولو بالحضور والامتناع عن التصويت. وتحفظ من جهة أخرى نعمان لعور عن الإعلان عن الطريقة التي ستتم بها مقاطعة التصويت، وقال إن النواب المعارضين سيعلنون عنها صبيحة افتتاح أشغال الدورة الاستثنائية تخوفا من رد فعل السلطة، وفي انتظار ذلك قررت المعارضة البرلمانية تكثيف لقاءاتها التشاورية خلال 48 ساعة القادمة. وبالمقابل، قال النائب عن جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف، إن الكتلة البرلمانية رفضت المشاركة في أشغال اللجنة وموقفها واضح بخصوص الدستور الجديد، وقال في شعارات حملها على هامش اختتام الدورة الخريفية "نريد دستور دولة، وليس دستور سلطة، دستور شعب وليس دستور أشخاص، دستور قانون وليس دستور مرحلة، دستور تواضعي وليس تلفيقي". وتحدث النائب عن لقاء جمع كتلته البرلمانية برئيس كتلة الأفلان محمد جميعي، وقال إن هذا الأخير حاول إقناعهم بالعدول عن قرار المقاطعة وحضور الجلسة والامتناع عن التصويت، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل. وأبدى رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العمال جلول جودي، موافقة مبدئية على المشاركة في أشغال اللجنة، خوفا من استغلال أطراف مجهولة للصراع القائم داخل الحزب، وتعيين المنسق سليم لبطاشة في اللجنة المشتركة، وقال بخصوص موقف الحزب من الدستور الجديد إنه سيحدد خلال اجتماع دورة اللجنة المركزية التي ستعقد الجمعة. وأعلنت جبهة القوى الاشتراكية موقفها من المشروع مبكرا، وقالت في بيان، إن الأفافاس يقاطع الدورة الاستثنائية للبرلمان بغرفتيه وسجلت نفسها "خارج أجندة سلطة لا تهمها إلا البقاء، مقصية كل رأي مخالف"، وقال الافافاس إن المشروع المعروض على المصادقة لا يخدم الشعب ويهدد استقرار الجزائر، وفوتت السلطة –حسبه- فرصة الانسجام والتلاحم الوطني وجعلت من هذا الموعد مناسبة لتأزيم الوضع.