رد رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري على تصريحات الأمين العام بالنيابة للأرندي أحمد أويحيى الرامية إلى دعم إصلاحات وزيرة التربية نورية بن غبريط، و شدد على ضرورة مقاومة هذه السياسة التي تريد أن تمكن لثقافة و لغة المستعمر، منتقدا الشخصيات السياسية المستميتة في التبعية للفرنسية، في ظل التصعيد الأخير و التكالب على الجزائر و رموزها. بعد أن فتح أحمد أويحيى أمس الأول النار على أحزاب المعارضة، و بعض الأطراف بقطاع التربية التي هاجمت بشدة إصلاحات الجيل الثاني للمنظومة التربوية، بحجة ضرب الهوية الوطنية، و اعتبر أن الإصلاحات تهدف للتمسك بالأصالة و لكن يجب أن تواكب العصر الحالي، رد أمس عبد الرزاق مقري على هذه التصريحات، و جدد موقف الحزب الرافض لهذه الإصلاحات التي يراها تكريسا للغة الفرنسية و ضربا للهوية الوطنية من خلال مصادرة اللغة العربية. وبما أن تصريحات أحمد أويحيى تزامنت مع ذكرى يوم العلم، قارن عبد الرزاق مقري بين جيل الإستعمار و جيل الاستقلال، من خلال تمسك الأول بهويته و لغته و محاربته الإستعمار حتى التحرر، و الجيل الثاني الذي يسعى بعد كل هذه التضحيات للتملص من هويته و تمسكه بالتبعية لثقافة الغير، و قال مقري في هذا السياق، إن من أولويات الشيخ ابن باديس كان نشر العلم بين الجزائريين، باعتبار أن تحرير العقول هو ضمان لتحرير الأرض و تحقيق للسيادة، و ما حققه ابن باديس ورجال الحركة الوطنية أيام الاستعمار، كان نتيجة بعث طليعة شبانية متشبعة بهويتها ومعتزة بلغتها، ضحت في محاربة الاستعمار حتى أخرجته، و أضاف متأسفا" و لكن جاء من يعمل عكس ذلك بعد الاستقلال"، و أشار أن الجزائر اليوم، و بعد أكثر من نصف قرن لا زالت بحاجة لمقاومة وزارة التربية التي تريد أن تمكن لثقافة ولغة المستعمر، و مقاومة شخصيات سياسية في دولة الاستقلال تدعم إصلاحاتها. وربط مقري بين موضوع التبعية للغة الفرنسية، والتكالب الأخير الذي تنتهجه باريس ضد الجزائر، قبل و بعد زيارة رئيس الوزراء مانويل فالس، وتساءل مقري قائلا "كيف يهيننا ويذلنا رئيس الحكومة الفرنسية ورغم ذلك نستميت في التبعية للغته وثقافته وخدمة مصالح بلده دون مصالح متبادلة لبلدنا".